الحمد والشكر لله أن المساجد في البلاد الإسلامية كثيرة جداً، وكذلك المصلون، إضافة إلى ما يقام في هذه المساجد من حلقات لتحفيظ القرآن الكريم ودروس ومحاضرات دينية وخطب الجمع.

ونجد كذلك المعاهد الدينية وكلية الشريعة والجمعيات الإسلامية والخيرية منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا الإسلامية، وبالرغم من ذلك للأسف بعض المصلين يرون أن الدين عبادة فقط، مجرد أداء للشعائر الدينية، وإلا فما تفسيركم للفساد المستشري بين المسلمين اليوم في شتى صوره المتعددة من غش ونصب واحتيال وسرقات ورشا وتعامل بالربا وزنى وشرب خمر ومخدرات وكذب وافتراء وشهادة زور. وعلى ذكر شهادة الزور سمعت عن زوجة وكلت محامياً لكي يطلقها من زوجها، فقدم المحامي مذكرات كاذبة إلى القاضي ضد زوجها "البريء" كما استعانت بأفراد من عائلتها ليشهدوا زوراً ضد زوجها! إلى أين وصلت بنا أخلاقنا؟ الى الدرك الأسفل من الانحطاط... ومع كل هذه الذنوب والمعاصي والآثام والكبائر التي نرتكبها يومياً نصلي ونصوم ونزكي ونحج ونعتمر وندعو ربنا في ليلة القدر أن يعفو عنا ويغفر لنا خطايانا التي هي من كثرتها كجبال تهامة!

Ad

أخي المسلم... أختي المسلمة: تذكرا أن الدين المعاملة، وليس مجرد عبادة فقط، وأن أكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج، وقد أكد على ذلك رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عندما سأله رجل من الصحابة عن فلانة التي تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال عليه الصلاة والسلام: "هي في النار"، فما بالكم بالزوجة المسلمة الملتزمة التي تؤذي زوجها بلسانها الجامح... زوجها الذي هو جنتها ونارها، الدين معاملة يا أحبابي وليس عبادة فقط، والدليل أن هذه المرأة لم تنفعها كثرة عبادتها من صلاة وصيام وصدقة، لأن ما قامت به من إيذاء لجيرانها بلسانها هو إثم عظيم حذرنا منه الله ورسوله.

لذا علينا أن نتقي الله في أنفسنا وأن نؤمن إيماناً راسخاً بأن ديننا الإسلامي يأمرنا ويحثنا على حسن معاملة الناس والتحلي بالأخلاق الحميدة، وأن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا، فهل وصلت رسالتي إليكم؟ آمل ذلك.

* آخر المقال:

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بَقِيت فإنْ همُ ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا