وصلت مسرحية "موجب" للفنانة القديرة هيفاء عادل، والمخرج محمد الحملي، إلى العرض رقم 100 مساء أمس الأول على مسرح المهن الطبية بمنطقة الجابرية.

وشهد العمل، الذي وثق عودة الفنانة المخضرمة إلى المسرح الجماهيري عقب غياب 20 عاماً ردود أفعال طيبة طوال الفترة الماضية، لاسيما أنه يعرض منذ عامين وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي احتفى مع فريق العمل خلال عرض، أمس الأول، بهذا الحدث الفريد في المسرح الكويتي.

Ad

وفي هذا الشأن، قال الحملي لـ "الجريدة": وصلنا إلى العرض رقم 100 خلال عامين، وفرحتنا كفريق عمل لا توصف بهذا الإنجاز الذي أعتبر الجمهور شريكاً أساسياً فيه، ولعل هذا الاحتفاء الذي شاهدتموه اليوم (أمس الأول) لم يأت من فراغ، بل يعكس وعي الجمهور وحرص جميع العاملين في الفرقة على الوصول بالمسرحية إلى هذه المكانة".

واغتنم الحملي الفرصة ليتوجه بالشكر إلى فريق عمله ككل من فنانين وفنيين وإداريين، مؤكداً أن عروض" موجب" مستمرة إلى جانب عروض "شبح الأوبرا" لافتاً إلى عودة مسرحية الأطفال "101" للفنانة زهرة الخرجي خلال عيد الأضحى المقبل.

من جانبها، أعربت الفنانة القديرة هيفاء عادل عن سعادتها بنجاح مسرحية "موجب" وقالت: "بعد 20 عاماً من الغياب أعود للوقوف على المسرح أمامكم مجدداً، ولا أستطيع أن أعبر لكم عن حجم سعادتي وما أشعر به الآن، لكم الفضل بعد الله فيما حققته من نجاح وما وصلت إليه".

مسرح محترم

وعن عودتها للمسرح، ذكرت عادل: "أصارحكم القول إن الفنان محمد الحملي هو من استطاع أن يعيدني للمسرح الجماهيري بعد انقطاع 20 عاماً، هنا بين زملائي وأبنائي وجدت مسرحاً محترماً يقدم رسالة، وجدت الإبداع والتفاني والإخلاص والحب، شكراً محمد الحملي الذي اعتبره بمنزلة ابني، وأتعلم منه، والشكر موصول لجميع فريق العمل على ما قدمتموه خلال الفترة الماضية".

وأضافت إنها تلقت عروضاً عدة لكنها وجدت في "موجب" المشروع الفني المتكامل، مؤكدة أن الجمهور أصبح يأتي إلى المسرح بحثاً عن المعلومة، ويتطلع إلى مشاهدة مضمون مختلف ولا يقف عند حدود الترفيه فقط.

وتابعت: "لن أستطيع أن أصف لكم المشاعر الراقية التي تظل فريق العمل، الجميع على قلب واحد، وألفة ومحبة هذه المشاعر الطيبة انعكست على المسرحية، ووصلت إلى كل من شاهد العمل"، معربة عن سعادتها باستمرار العروض للعام الثاني وبالدعم الجماهيري الكبير طوال الفترة الماضية.

يذكر أن مسرحية موجب بطولة الفنانة القديرة هيفاء عادل، وتأليف وإخراج محمد الحملي، وتشاركها البطولة أحلام حسن، سماح، إبراهيم الشيخلي، عبدالله الرميان، عبدالله الخضر، و"موجب"، هذه المفردة لها علاقة بطقوس الخرافة الشعبية قديماً المعروفة باسم "الزار"، لاستخراج الجن أو الأرواح الشريرة من جسد الممسوس، من خلال إشعال المزيد من البخور وتقديم الشيلات، أو ما يشبه التواشيح والأدعية والتهليل والتكبير في قوالب من الفنون الموسيقية والإيقاعية الشعبية، وهي الطنبورة والقادري والسامري والخبيتي.

ومن هنا تنطلق المسرحية، مع طقوس الزار، وظهور "أم سرور" رئيسة فرقة الزار، التي قاست في حياتها وعانت كثيراً، ولم تجد طعماً للراحة، وقد خذلها الزمن، لم تجد سنداً أو ولياً، ولا زوجاً يحميها، فلجأت إلى إدارة "الزار"، ورعاية أهل المنطقة المنسية، وأقنعت الجميع بأنها هي الوحيدة القادرة على حل الأمور المستعصية، وتخليص سكان هذه المنطقة المهمشين أو المنسيين الذين يبحثون عن قوتهم اليومي.

وقدم الحملي كمخرج رؤية مميزة للعمل من ناحية السينوغرافيا بفروعها المختلفة من أزياء وإضاءة وموسيقى ومؤثرات كما اشتغل أيضاً على فكرة المسرح داخل مسرح وهو دأب المخرج الشاب الذي جاء من رحم المسرح الأكاديمي واستطاع ان ينافس بين الكبار بالعروض الجماهيرية.