● كيف استقبلت خبر فوزك أخيراً بجائزة الدولة للتفوق في الآداب 2019؟

- استقبلته بسعادة غامرة، لأنه سبق لي الترشح لهذه الجائزة في العام الماضي ولم أحصل عليها، ولكن الجهة التي رشحتني، وهي أتيليه الإسكندرية، صممت على إعادة ترشيحي، لأنها ترى أنني أستحق هذه الجائزة منذ سنوات، لجهودي ومؤلفاتي الأدبية المتنوعة على مدار أربعين عاماً، وبالفعل رشحتني مُجدداً، ولم أكن أتوقع الفوز بالجائزة، ولكن عندما أعلنت القائمة القصيرة التي تتكون من 4 كتاب اختيار اللجنة العليا بالمجلس الأعلى للثقافة اثنين منهم، توقعت أن أكون أحدهما، وعندما جاءني الخبر كانت سعادتي كبيرة، وسعادة الوسط الأدبي والثقافي في مصر أيضاً، حيث قال أحد النقاد الكبار إن فوز شبلول بإحدى جوائز الدولة يعيد إلينا الثقة في تلك الجوائز مُجدداً.

Ad

● أثار حصدك الجائزة حالة من الجدل من زاوية محدودية تجاربك الروائية فما تعليقك؟

- بالفعل، فوزي بالجائزة أثار جدلاً، ليس بسبب استحقاقي لها من عدمه، لكن لأن الشعراء رأوا أن فوز شاعرين من مدينة الإسكندرية من بين عشرات الشعراء الذي تقدموا لنيل الجائزة، هو تحيز لأدباء الإسكندرية، أما الذين اعتقدوا أن الجائزة مُنحت لي باعتباري روائياً، فقد رأوا أن هناك من يكتب الرواية منذ خمسين عاماً، ولم يحصد مثل هذه الجائزة. لكنني في الحقيقة أرى أن الجائزة مُنحت لي عن مجمل أعمالي الأدبية التي بلغت أكثر من 60 كتاباً، في الشعر، والرواية، وأدب الأطفال، وأدب الرحلات، والأدب الرقمي، والجهود المعجمية، والمشاركة في الندوات والملتقيات والمؤتمرات، والمشاركة في أعمال موسوعية مع جهات وأفراد آخرين.

● لكن ما تفسيرك لحصد اثنين من أدباء الإسكندرية "أنت والشاعر فؤاد طمان" هذه الجائزة الكبرى؟

- قد تمضي سنوات ولا يُمنح أحدٌ من الإسكندرية مثل هذه الجوائز. أرى أن المسألة ليست هكذا في كل عام، فقد رشحني أتيليه الإسكندرية للجائزة مرتين، ورشح اتحاد كتاب مصر صديقي الشاعر الكبير فؤاد طمان، وكنت أحد الذين اختاروا ترشيح فؤاد طمان باعتباري عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، ومن حق أعضاء الاتحاد أن يرشحوا الآخرين، وليس لهم حق ترشيح أنفسهم. أي أن الترشيح جاء من جهتين مختلفتين، وقامت لجنة فحص الإنتاج المكونة من 9 نقاد كبار، وأساتذة جامعات مشهود لهم بالنزاهة والمتابعة، منهم مَنْ يعرفني، ومنهم من لا يعرفني شخصياً، لكنه يتابع إنتاجي على مدار أربعين عاماً، باختيار قائمة الأربعة من بين 51 كاتباً تقدموا لنيل الجائزة (ثمانية مرشحين عن هيئات و43 متقدما بأنفسهم)، وأعتقد أن لجنة الفحص لم تنظر إلى مكان إقامة المترشح، بل إلى مجمل أعماله وجهوده الأدبية خلال الـ15 سنة الأخيرة.

● برأيك، هل تحوُّل الكثيرين من الشعراء إلى السرد يعني أننا نعيش زمن الرواية؟

- أعتقد أننا بالفعل نعيش زمن الرواية، فهي القادرة الآن على حمل كل قضايا الإنسان المعاصر والتعبير عن أزماته وانفعالاته وكوارثه وأفراحه البسيطة، واستطاعت أن تصل إلى عمق المجتمعات وطبقاتها التحتية، وتستخرج لنا كنوز هذه الطبقات بكل حلوها ومرها وتعرضها على الجميع. كما استطاع الشكل الروائي أن يحمل كل الأشكال والأنواع الأدبية الأخرى، فنجد في الرواية المعاصرة الشعر والفن التشكيلي والقصة القصيرة والمسرح وعالم الرقص وعالم السينما... إلخ. أصبحت الرواية هي المعادل للحياة، واستطاعت أن تعبر بقوة وصدق عن هذه الحياة، وكانت هذه هي فكرة كتابي "الحياة في الرواية" الذي صدر قبل سنوات. وقلت في مقدمته: "لئن كان الشعر هو ديوان العرب، فإن الرواية الآن هي ديوان الحياة المعاصرة، فهي تستطيع أن تحمل عبر صفحاتها وفصولها كل خصائص الحياة وسماتها وسمتها، بل إنني أرى أن الرواية الجيدة قطعة من الحياة، أو هي الحياة نفسها، ولكنها صيغت بطريقة فنية".

● حدثنا عن تنامي تجربتك الروائية منذ روايتك الأولى حتى الآن؟

- كانت روايتي الأولى بعنوان "رئيس التحرير... أهواء السيرة الذاتية"، وحملت سيرة ذاتية وسيرة متخيلة لتجربتي الصحافية في مصر والخليج. ألحت عليّ الفكرة لكتابتها فلم يستطع الشعر حملها ولا القصة القصيرة، واختارت الفكرة الشكل الروائي الذي كان هو الأنسب بالفعل. وقد أغرتني الأصداء التي تركتها تلك الرواية والحيرة التي وقع فيها النقاد من جراء محاولة تصنيف "رئيس التحرير" هي هل رواية أم هي سيرة ذاتية لصاحبها، لأن أقدم على كتابة رواية أخرى اخترت لها الجو الفانتازي فكانت "الماء العاشق" التي تناولت أساطير الإسكندرية في الجانب الشرقي للمدينة؛ سيدي بشر، وبئر مسعود، ثم ألحت عليّ فكرة الكتابة الروائية عن الفنان التشكيلي المعروف محمود سعيد، وذلك عندما وجدت أن الغرب يحتفلون بالفنانين التشكيليين عن طريق تقديم روايات وأفلام سينمائية عنهم مثل فان جوخ، الذي أنتجت عنه 6 أفلام، وجويا الذي أنتجت عنه 5 أفلام، بالإضافة إلى روايات وأفلام عن بيكاسو وسلفادور دالي وبول غوغان وفريدا كالو وتولوز لوتريك ورودان وموديلياني وغيرهم. فكانت روايتي الثالثة "اللون العاشق... محمود سعيد".