دعا النائب عمر الطبطبائي النواب إلى الانتفاضة ضد القوانين المكبلة لحريات الرأي العام في البلاد، وإقرار التعديلات عليها، والتي هي حبيسة أدراج اللجنة التشريعية البرلمانية منذ عامين.

وقال الطبطبائي، في تصريح بمجلس الأمة أمس، إن الكويت شهدت بعد إساءة احدى القنوات الفضائية خشية الكثير من أبناء الوطن التعليق على الحدث لاحترامهم للقانون، وخوفا من قوانين رأي مجحفة، مؤكدا ان الرأي العام هو القلب النابض للسياسة الداخلية، والدرع الصلبة للسياسة الخارجية.

Ad

وأضاف أنه «مضت سنتان تقريبا على تقديمي ومجموعة من النواب تعديلات على قوانين الجرائم الإلكترونية، والمرئي والمسموع، والمطبوعات والنشر، والتي تسمى بقوانين الحريات»، موضحا انه «دائماً أردد أن قوة الكويت الناعمة هي الرأي العام الحر الذي تربينا عليه، فكنا نقرأ الطليعة ومجلة العربي، ونشارك إخواننا العرب همومهم وتطلعاتهم ونناقش السياسات الخارجية».

واستطرد: «الا انه للأسف يوم أمس الاول كان الحديث عن قناة أساءت للكويت، وتابعت ردود أفعال الناس وشباب الكويت وبعض المغردين، والغريب في الأمر ان الكثير من الإخوان يكتب بصريح العبارة (ودنا نكتب وندافع، ولكن ندري أن لدينا قانونا مجحفا)»، مضيفا «والأغرب من ذلك أن الحكومة والنواب يرون ذلك وساكتين، عمك اصمخ».

وخاطب الطبطبائي النواب والحكومة، قائلا: «هان عليكم أن يصل الأمر الى هذه الدرجة، بأن يصبح الكويتي غير قادر عن الدفاع عن بلده!»، مبينا ان «الرأي العام الكويتي مختطف من مجموعات، والرأي الحقيقي ساكت وليس بمقدرته الحديث».

وقال «عيالكم يريدون الدفاع عن الكويت، لكن لا يستطيعون بسبب احترامهم للقوانين، وخوفاً من قوانين ظالمة تم إقرارها في مجالس سابقة، وهذه القوانين التي تكبل الحريات».

وتابع «حتى دعم الشباب الكويتيين لمواقفنا الخارجية وبمجلس الأمن يأتي على مضض خوفاً من هذه القوانين التي تجعل التحليل إساءة والحديث جريمة»، مضيفا «حسافة ان الكويت التي كانت منارة الثقافة والحرية ان تصل إلى هذا المستوى، فنحن نرى الاستعدادات الإعلامية في بعض الدول، والتي تجري على قدم وساق، ولكن عندنا لا إعلام ولا رأي عام».

وقال «أتمنى أن يتقدم النواب معنا باستعجال قوانين الحريات، وان توضع على رأس جدول أعمال مجلس الأمة في دور الانعقاد المقبل، ويجب فك القيد عن الرأي العام الكويتي، وليكن ذلك بالأفعال لا بالحديث والتغريدات».

وتابع الطبطبائي «القوانين التي لدينا كبلت الرأي العام الحقيقي والدفاع الحقيقي عن الكويت، فالشباب الكويتيون لديهم عقليات وردود، وفي المقابل هناك قوانين تستطيع من خلالها الحكومة أن تُعلب على من يشاؤون قضية».

ولفت إلى أنه «حين تم تقديم التعديلات على هذه القوانين، ظهر رأي عام غريب ضدها»، مضيفا «واليوم الكثير من الشباب مهددون، والغالبية صدر بحقهم أحكام تجاوزت الـ 15 سنة، فأتى الوقت الذي يجب على أعضاء المجلس الانتفاضة بالعمل لا بالشعارات، وتعديل هذه القوانين، وليس بكلام انتخابي فهذا الميدان، وهذه القوانين باللجنة التشريعية البرلمانية منذ سنتين متعطلة، فماذا حل بها؟!».

وتساءل الطبطبائي «هل ذلك بسبب اللائحة الداخلية التي تعطل مشاريعنا واقتراحاتنا؟ أم أن الأمر الذي لا تريده الحكومة «ينغمت» باللجان؟، يجب أن تخرج هذه القوانين وتتم مناقشتها والتصويت عليها في قاعة عبدالله السالم ليعرف الشعب من هو مع حرياته، ومن يريد أن يكبلها».