وسط توتر العلاقات على ضفتي الأطلسي، بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وحلفاء واشنطن التقليديين في أوروبا، احتفلت فرنسا، أمس، بعيدها الوطني، تحت شعار التعاون العسكري الأوروبي، الذي رفع رداً على تهديدات ترامب الضمنية بالخروج من حلف الناتو، إذا لم يجد انخراطاً أوروبياً مالياً أكبر.

ونُظم العرض العسكري التقليدي لمناسبة «يوم الباستيل» في جادة الشانزليزيه بباريس، بحضور عدد من القادة الأوروبيين، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي اعتبرت العرض «مبادرة مهمة لسياسة دفاعية أوروبية».

Ad

واستقبل ماكرون عشراتٌ من محتجي «السترات الصفراء» بالصفير، وهم يحتجون على سياسته الاجتماعية والضريبية. ولاحقاً، شهدت المنطقة مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة أدت إلى اعتقال العشرات.

وكان ماكرون جعل من أوروبا الدفاعية أحد مواضيعه الرئيسية، بسبب «بريكست» وتراجع العلاقات عبر الأطلسي.

وتميز العرض العسكري التقليدي هذا العام بتقديم بطل العالم للدراجات المائية الفرنسي فرانكي زاباتا عرضاً في باريس، وهو يقف على لوح طائر (فلايبورد) قام باختراعه، على ارتفاع عشرات الأمتار عن الأرض، فوق جادة الشانزليزيه.

وعلق مراقبون على عرض زاباتا بوصفه «الجندي الطائر»، في إشارة إلى إمكانية استخدام عسكري لـ «الفلايبورد». وكان ماكرون أعلن، أمس الأول، تأسيس قيادة فرنسية عسكرية للفضاء.

وفي الملف الصحافي المخصص للعيد الوطني، قال الرئيس الفرنسي: «لم تكن أوروبا يوماً ضرورية إلى هذه الدرجة، منذ الحرب العالمية الثانية. بناء أوروبا دفاعية على صلة بحلف شمال الأطلسي، الذي سنحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسه، يشكل أولوية لفرنسا».

وشاركت في العرض، إلى جانب فرنسا، الدول التسع المشاركة في المبادرة الأوروبية للتدخل التي أُنشئت قبل سنة بمبادرة من ماكرون بهدف تطوير «ثقافة استراتيجية مشتركة»، وهي: بلجيكا وبريطانيا وألمانيا والدنمارك وهولندا وإستونيا وإسبانيا والبرتغال وفنلندا.