كشف مصدر في "الحرس الثوري" الإيراني أن الوحدات الإلكترونية التابعة له استوردت "أجهزة تنقيب أو تعدين عملة رقمية" (بتكوين) من الصين وكوريا الجنوبية، ووضعتها في المساجد والمؤسسات الثقافية والخيرية، لاستخراج العملة وتحويلها إلى أنصار الجمهورية الإسلامية في لبنان وفلسطين والعراق.

وقال المصدر، لـ"الجريدة"، إن الفكرة بدأت عندما زادت الصين كلفة الكهرباء والضرائب على من يستخرجون العملة الرقمية فيها، حيث بحث العديد من الصينيين عن مكان آخر لسك تلك العملة، ووجدوا أن سعر الكهرباء في إيران قليل جداً.

Ad

وأشار إلى مراقبة "الحرس" ومتابعته للراغبين داخل إيران، وسمح لهم باستيراد الأجهزة، ثم فرض عليهم تدريب عناصره على سك تلك العملة، إضافة إلى استيراد الأجهزة اللازمة لحسابه، ثم ركّب الأجهزة في أقبية المساجد لاستغلال مجانية الكهرباء التي توفرها الدولة.

وأوضح أن المؤسسة العسكرية تستخرج حالياً ما يعادل عشرات ملايين الدولارات من العملة الرقمية شهرياً، وتستطيع تسليمها بسهولة إلى الجماعات الموالية لطهران في جميع أرجاء الأرض، دون أن تستطيع الولايات المتحدة أو أي مؤسسة رقابية رصدها.

وأفاد المصدر بأن التحويلات الأولية تم إرسالها إلى "حزب الله" اللبناني، الذي كان يعاني مشاكل مالية، مع التزام المصارف اللبنانية بسريان العقوبات الأميركية على طهران، مضيفاً أن تلك التحويلات استطاعت حل مشكلة الحزب، ثم تكرر الأمر مع حركتي حماس والجهاد في قطاع غزة، وأخيراً مع الجماعات العراقية.

وأكد أن "الحرس" قدم مشروعاً خاصاً إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، يتضمن إنشاء المؤسسة مقرات لتعدين العملة الرقمية في الصحاري الإيرانية، وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وفي حال الموافقة فإن "الحرس" لن يكون بحاجة إلى عملة صعبة من الحكومة لتأمين أنشطته الخارجية.

لكن طموح المؤسسة الراديكالية تحول إلى جدل بين حكومة الرئيس حسن روحاني ومعارضيها، حيث عارضت الحكومة المقترح، متعللة بأن إنتاج هذه العملات يستهلك كمية كهرباء كبيرة بالسعر المدعوم.

وبينت الحكومة أن "أجهزة التنقيب" عبارة عن حواسيب ضخمة تستخدم لإجراء عمليات خاصة على العملة الرقمية، حيث يضم الحقل الواحد 100 جهاز، ويستهلك كهرباء تعادل استهلاك مدينة مثل زاهدان، بينما العائد يكون من العملة الرقمية التي لا يمكن استخدامها في جميع الدول.