أثار الهجوم الجديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب على السفير البريطاني كيم داروش، ورفض التعامل معه، إثر تسريب تقييمه الصريح للوضع الفوضوي للإدارة الجمهورية، سؤالاً مهماً حول تأثر «العلاقة الخاصة» القائمة بين البلدين الحليفين منذ عقود.

وأدى نشر صحيفة «ذا ميل أون صنداي»، الأحد الماضي، مذكرات أرسلها داروش للمسؤولين البريطانيين، إلى ردة فعل عنيفة وغاضبة من ترامب على «تويتر».

Ad

ورداً على التعليقات الأكثر حدة، التي وصفه فيها داروش بأنه «غير مستقر» و»غير كفؤ»، قال ترامب أمس الأول: «أنا لا أعرف السفير، لكنه غير محبوب بالولايات المتحدة، ولا ينظر إليه هنا بشكل جيد. لن يكون لي معه أي اتصال».

وعاد ترامب أمس ووصف داروش بـ «شخص غبي جداً»، مرحباً بـ«الأخبار الجيدة» بخصوص مغادرة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي منصبها خلال أسبوعين.

«تسريبات داروش» تهدد العلاقة بين لندن وواشنطن

واستبعد اسم داروش بالفعل من قائمة مدعوين لحضور مأدبة عشاء بالبيت الأبيض، لكنه سيكون أكثر قلقاً بشأن الحفاظ على مصادر معلوماته لدى المسؤولين في دائرة ترامب الضيقة.

وتبحث السلطات البريطانية عمن يقف وراء التسريب، وسط نظريات «مؤامرة» متعددة ومتطايرة هنا وهناك، وغالبيتها تركز على الصراع على السلطة في لندن بين وزيري الخارجية السابق بوريس جونسون والحالي جيريمي هانت.

وتفيد إحدى النظريات، التي تلقى قبولاً، بأن التسريب لم يكن يستهدف داروش، بل المرشح الأكبر لخلافته مارك سيدويل، الذي يتبنى آراء مؤيدة للاتحاد الأوروبي، ويعتبر أقل حماسة لبريكست من جونسون أو بعض أعضاء فريقه، معتبرة أن الهدف منها ضمان أن يختار جونسون، المرشح الأوفر حظاً للمنصب، مرشحاً آخر ليحل محل داروش.

لكن التسريب أضر بمكانة بريطانيا الخارجية، بينما يتحدث البعض عن مدى استفادة غريم قديم، مثل الرئيس فلاديمير بوتين، من الأمر.

وتشكل هذه التطورات مشكلة جديدة للسياسيين البريطانيين خلال مرحلة مضطربة يتحتم عليهم فيها أن يقرروا كيف ستغادر المملكة الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر المقبل.

وانبرى سياسيون بريطانيون من كل الأطياف للدفاع عن داروش، واتخذوا موقفاً معادياً لفكرة أن يطرد ترامب ببساطة سفير بلادهم من واشنطن، أما إمكانية مواصلة داروش أداء مهامه من عدمها فتعتمد على ما يعنيه ترامب حقاً بتغريداته.