في خطوة مهمة ذات طابع إنساني، خصص المتحف المصري داخل أروقته مساراً خاصاً للمكفوفين وذوي الإعاقة البصرية، لتسهيل حركتهم وتعرفهم على القطع الأثرية الموجودة داخل المتحف الواقع في ميدان التحرير وسط القاهرة، وتم افتتاح المسار المستحدث الخميس الماضي، وسط إشادة واسعة من المهتمين بالآثار، وجمعيات رعاية المكفوفين وذوي الهمم.

وسط إشادات واسعة من المرشدين السياحيين وجمعيات رعاية المكفوفين في القاهرة، افتتح وزير الآثار المصري، خالد العناني، وسفير إيطاليا في القاهرة، جيامباولو كانتيني، الخميس الماضي، ما أطلق عليه "المسار الخاص بالمكفوفين"، داخل المتحف المصري في ميدان التحرير.

Ad

وكشف العناني أن مسار المكفوفين يضم 16 لوحة إرشادية للمكفوفين بطريقة برايل، وذلك خلال افتتاح معرض تحت عنوان "الرياضة عبر العصور"، الذي يضم أكثر من 90 قطعة توضح ممارسة المصري القديم للرياضة.

المبادرة جاءت في إطار التعاون بين المتحف المصري والمعهد الإيطالي للآثار في القاهرة، ومتحف ولاية أوميرو في أنكونا بدولة إيطاليا، في إطار برنامج "الحياة الإيطالية" التابع لوزارة الخارجية الإيطالية، والذي تنظمه بغرض دعم التراث الثقافي العالمي.

مصر وايطاليا

يأتي هذا التعاون بين مصر وإيطاليا من منطلق إيمان الدولتين بأهمية تعريف جميع فئات وأطياف المجتمع بتراث وثقافة بلادهم، وتعريفهم أيضاً بجميع المقتنيات الأثرية الموجودة في المتاحف المصرية، لمزيد من الوعي الأثري والثقافي.

وتعاون المتحف المصري مع الجانب الإيطالي للاستفادة من تجربته المميزة، بإنشاء مسار خاص لأصحاب الهمم بمتحف أوميرو في أنكونا، وكيفية توفير فرص متساوية للأشخاص أصحاب الهمم في الوصول إلى المتاحف الأثرية، والتعرف على جميع مقتنياتها.

الحضارة القديمة

ويضم المسار 12 قطعة أثرية، تنتمي إلى مختلف عصور الحضارة المصرية القديمة، بدءاً من بداية مرحلة الأسرات، ثم الدولة القديمة، والدولة الوسطى، والدولة الحديثة، ثم العصر المتأخر، وانتهاء بالعصر اليوناني الروماني.

ووقع الاختيار على قطع لعرضها في المسار مصنوعة من الحجر المصري الصلب، مثل الغرانيت، وسيكون بمقدور فاقد البصر خلال جولته في هذا المسار المخصص له أن يتعرف إلى كل قطعة من خلال بطاقات تعرّف بها مكتوبة بلغة "برايل" للمكفوفين، إلى جانب أجهزة صوت إلكترونية توضح شرحاً تفصيلياً عن كل قطعة أثرية.

وتضم القطع المعروضة في المسار قطعاً أثرية مميزة، أبرزها لوحة نارمر، وثالوث الملك منكاورع من الأسرة الرابعة، وهرم الملك أمنمحات الثالث من الأسرة الـ12، وتمثال للملك أمنمحات الثالث على هيئة أبوالهول من الدولة الوسطى، وتمثال سينيفر وزوجته من الأسرة الـ18.

أمنحتب الثاني

كما تشمل القطع تمثالاً يخص الملك أمنحتب الثاني مع الإله ميريت سيجر من الأسرة الـ18، وتمثال أمنحتب بن حابو، من الأسرة الـ18، وتمثال للإله سخمت، وتمثال للملك رمسيس الثاني، وتابوت على هيئة آدمية من عصر الملك بسمارك الثاني من الأسرة الـ26.

من جانبه، ثمَّن التجربة عدد من المرشدين السياحيين، ومن بينهم أحمد عبدالله، الذي قال لـ "الجريدة": هذه خطوة مهمة لتعريف كل فئات المجتمع بتاريخ وحضارة مصر، سواء كانوا مصريين أو أجانب من ذوي الإعاقة البصرية، مطالباً بتعميم الفكرة على بقية المتاحف في مصر، خاصة أن المرشد السياحي يواجه صعوبة في شرح تفاصيل القطعة لذوي الهمم، كما أنه لا يجيد لغة برايل الخاصة بالمكفوفين، وتوفير شرح وافٍ بهذه الطريقة يسهل وصول المعلومات عن كل قطعة لزائر المتحف الكفيف.

يُشار إلى أن الفترة من 16 إلى 19 الجاري شهدت إقامة دورة تدريب بالتنسيق بين الجانبين المصري والإيطالي لمجموعة من أمناء المتاحف المختلفة، ومدرسة المكفوفين، والقسم التعليمي في المتحف المصري، لتدريبهم على كيفية إرشاد المكفوفين داخل المتاحف.