شارك الشاعر سعد الأحمد في أمسية شعرية موسيقية تنظمها مبادرة إكساب بعنوان "الرسم بالكلمات" في مكتبة الكويت الوطنية.

ويذكر أن الشعراء جعفر حجاوي ومحمد العتابي ومحمد الرومي، إضافة إلى العازفة نانسي العجان، شاركوا في الأمسية.

Ad

في هذا الإطار، يرى الأحمد بشأن موقع الشعراء والشعراء في الساحة الأدبية الكويتية، أنه بعد النجاح الكبير والقبول الجماهيري الذي حققته أشكال الأدب الأخرى من قصة ورواية ومقال ونص مفتوح وغيرها، لم يعد الشعر أو الشعراء في المكانة التي كانوا عليها كما عهدناهم في السابق، وكما يقال عن الشعر إنه ديوان العرب، اليوم، ومع تطور شكل النص الحديث، هناك عزوف كبير من الجمهور المثقف والمتابع للساحة الأدبية في الكويت أو خارجها عن تقبّل الشكل الجديد للنص الشعري، أو حتى فكرة رواج هذا الشكل.

ويضيف الأحمد: "وهنا ندخل في جزء جديد من هذا السؤال، هل الساحة الشعرية تنتظر شيئا محددا من الشاعر؟ وهل الشاعر نفسه يريد أن تقدم له الساحة شيئا معيّنا؟ أعتقد أن هذا السؤال يدخلنا في تساؤلات كثيرة. لكن يسهل عليّ القول إن الساحة الأدبية في الكويت تحديداً تعج بالأسماء القادرة على نقل المرحلة بصورة حقيقية وأدبية ممتعة".

مشاعر الجمهور

وعند سؤاله عن رأيه إذا كان ابتعاد الشاعر عن الموضوع الذي يهم الجماهير سيجعل منه شاعرا نخبويا ليجيب: "فيما يتعلق باختيار موضوع معيّن يميل إليه الجمهور، باعتقادي أنني شخصياً انتهيت من الشعر الجماهيري الذي يدغدغ مشاعر الجمهور، أو يجعل أحدهم يصرخ بأعلى الصوت لإتمام كلمة تتماشى مع قافية القصيدة، أو حتى للتجاوب مع ما يقوله الشاعر، والرد عليه سلباً أو إيجابا.

إن القصيدة الحديثة، وبالشكل الذي أكتبه على وجه التحديد، صارت تهتم بالفكرة والمعنى، وما يريد أن يصل إليه الشاعر من كلماته، مع الابتعاد عن الجدلية العقيمة لشكل النص الحديث، وإثبات شعريته أو لا، فهذا حوار انتهينا منه منذ سنوات، الكاتب اليوم يكتب ما يحرّكه ويستفز الشاعرية بداخله، ولا أعتقد أن هناك شاعرا جادا يرغب في محاكاة المواضيع التي تهم الجمهور، إلا إذا كانت مواضيع فعلاً تستحق الوقوف عندها وتوقظ شيطان الشعر وتأتي بوحيه".

أما عن مقومات نجاح الشاعر فيجب الأحمد "إن المشروع الشعري مثل أي مشروع أدبي آخر يحتاج إلى أن يخطط الشاعر له جيداً، مبتعداً عن النظم، لأن النظم يقلل من الحالة الشعرية، ويتطلب أن يكون واعياً بكل تفاصيل الحالة التي يمر بها ويكتب عنها، ففي البدايات كانت القصيدة هي من تكتبنا، ولكن تعلمنا أن العمل والمراجعة والتدقيق على النص أمور مهمة جداً حتى يكون كما نريده وليس كما تأتي به المصادفة أو اللحظة، وعلى الشاعر في المجمل أن يكون مطلعاً جيداً ملماً لما حوله من أحداث، قارئاً نهماً، محاوراً ومتحدثا لبقاً، لينعكس مفهوم الأديب والمثقف عليه".

وعن جديده، يقول الأحمد: "في عام 2015 صدر لي ديوان العمرُ أغنيةٌ وأنا مغنٍ أخرس، والذي أعتبره العمل الحقيقي الأول لي، وتلاها في عام 2017 ديوان شجرةٌ تصرحُ بالعطش، أما ما هو جديدي على صعيد النشر، فهذا أمر يحتاج إلى الوقوف عنده قليلاً، والتأكد كثيراً بأن ما سأنشر يعكس سعد في الفترة التي أنشره بها".