بعد مرور عام على نجاة رئيس الوزراء الإثيوبي، الجديد حينئذ، آبي أحمد، من محاولة اغتيال، شاءت الأقدار أن تحيي إثيوبيا ذكرى هذا الحادث، بإحباط محاولة انقلاب انطلقت من محافظة أمهرة (شمال غرب) أكبر ولاية في البلاد، التي تتمتع بحكم ذاتي.

وقُتل في الاضطرابات التي رافقت «محاولة الانقلاب الإقليمية» رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال سياري ميكونين برصاص حارسه الشخصي، وجنرال متقاعد كان يزوره، إلى جانب رئيس ولاية أمهرة أمباشو ميكونين.

Ad

واتهمت السلطات رئيس الأمن في أمهرة الجنرال أسامينو تسيغي الملقب

بـ «الجنرال الأعور»، بسبب فقد عينه اليسرى في السجن حيث كان يقضي عقوبة بتهمة تنفيذ محاولة انقلابية قبل سنوات، بالوقوف وراء العملية الأخيرة.

والعام الماضي، أُفرج عنه وأُعيدت إليه رتبته العسكرية وعُيّن مديراً لأمن أمهرة في إطار مبادرة آبي أحمد للإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وفي التفاصيل، اقتحمت فرقة قتل يقودها تسيغي اجتماعاً لمسؤولين رفيعي المستوى بعد ظهر أمس الأول في أمهرة.

وقال نغوسو طلاهون، السكرتير الصحافي لآبي، أمس، إن المجموعة «حاولت، في السابعة من مساء السبت، إسقاط حكومة إقليم أمهرة، والسيطرة على السلطة، لكن تم إحباط المحاولة».

وفي مؤشر إلى خطورة الوضع، ظهر مساء أمس الأول، آبي، وهو أول رئيس وزراء مسلم في إثيوبيا، بالزي العسكري، مؤكداً أن القوات تسيطر سيطرة تامة على أمهرة.

من ناحيته، قال قائد القوات الخاصة في أمهرة تفيرا مامو، للتلفزيون الحكومي أمس، إن «معظم الأشخاص الذين قاموا بمحاولة الانقلاب تم اعتقالهم، رغم أن عدداً قليلاً منهم لا يزالون طلقاء».

وعكست محاولة الانقلاب عدم الاستقرار السياسي الذي يعيشه هذا البلد الذي يصل تعداد سكانه إلى 100 مليون نسمة، والواقع في القرن الإفريقي حيث يحاول رئيس الوزراء القيام بإصلاحات.

وتقع ولاية أمهرة في الأراضي المرتفعة الشمالية في إثيوبيا، وهي موطن الإثنية التي تحمل الاسم نفسه، كما أنها مسقط رأس العديد من أباطرة البلاد، ومصدر اللغة الوطنية الأمهرية.

وتعدّ إثنية الأمهرة ثاني أكبر مجموعة إثنية في البلاد بعد الأورومو، وكان كلاهما على أمد عامين في طليعة تظاهرات مناهضة للحكومة أدت إلى استقالة رئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين.