يبدو أن التفاهم الرئاسي بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" تجاوز بنجاح مطب ما سماها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري "زلات اللسان"، في انتقاد مبطن إلى شريكه الرئاسي، لا لشيء إلا لأن الجانبين متيقنان من أن ساعة الإجهاز عليه لم تدق بعد.

وبدا لقاء الساعات الخمس بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، أمس الأول، حاجة ضرورية لوضع النقاط على الحروف وتهيئة الأجواء لانطلاقة متجددة وقوية لحكومة "إلى العمل".

Ad

ووسط هذه الأجواء انعقدت، أمس، جلسة للحكومة.

استهلها الحريري، بالتأكيد على أنه "لم يعد بإمكاننا أن نسير بالوتيرة نفسها فجميعنا في مركب واحد، وكلنا مسؤولون عن سلامة هذا المركب الذي اسمه لبنان. لقد عقدنا 19 جلسة لمجلس الوزراء لنتفق على مشروع الموازنة وهذه الجلسات لم تكن للتسلية، بل لنقاش عميق ومفصل بكل بند وكل فكرة وكل اقتراح".

وأضاف: "لهذا السبب، أعتبر أن مسؤولية كل واحد منا في الحكومة، والتضامن الوزاري في ما بيننا يفرض علينا جميعاً أن ندافع في مجلس النواب عن قراراتنا التي اتخذناها معاً. لا أقصد بذلك أنه يجب ألا يحصل نقاش في مجلس النواب، إنما ما أريده هو أن نكون خلال النقاش الذي سيحصل مسؤولين ومتضامنين، وغير متناقضين مع أنفسنا".

وتابع: "لدينا خريطة طريق واضحة، يجب أن نعمل بوتيرة سريعة جداً لإقرار المرحلة الأولى من برنامج الاستثمار الوطني الذي أمّنا تمويله بـ 11 مليار دولار في مؤتمر "سيدر" وضمن خريطة الطريق نفسها، لدينا التعيينات والإصلاحات القطاعية والهيكلية. وفي الوقت نفسه، يجب المباشرة ببدء اطلاق المبادرات الاقتصادية المعروفة باسم دراسة ماكينزي".

وأكدت مصادر أن جلسة الحكومة التي ستعقد الأسبوع المقبل لا تعيينات فيها باستثناء تعيين واحد قد يتم إدراجه»، مشيرةً إلى أن «التعيين الأقرب قد يكون مدعي عام التمييز والمرشح والأوفر حظاً القاضي غسان عويدات». وأضافت: «سيتم التمديد لثلاثة من نواب حاكم مصرف لبنان مع تعيين فادي فليحان في الموقع الدرزي. أما رئاسة مجلس الإنماء والإعمار قد تبقى لنبيل الجسر في حين نديم المنلا باقٍ مستشاراً للحريري في السرايا».

في سياق منفصل، بدأ مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية الكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين لقاءاتهما ظهر أمس من عين التينة، في إطار زيارة تستمر يومين يجولان في خلالها على كبار المسؤولين.

وقالت مصادر متابعة إن "لافرنتييف وفرشينين سيحثان لبنان على المشاركة في مؤتمر أستانة في جولته الثالثة عشرة المزمع عقدها الشهر المقبل بصفة مراقب لأنه معني بالأزمة السورية من زاوية النزوح إلى أراضيه، على أن يتحول إلى شريك حينما تنضج ظروف التسوية بالكامل وتدق ساعة إعادة النازحين وإعادة الإعمار".

وأضافت أن "المشاركة اللبنانية هي السبيل الوحيد لبلوغ الهدف، في ضوء الاصرار الدولي على استكمال العملية السياسية تحت مظلة القرار الدولي 1254 بمواكبة أوروبية، أميركية، عربية وتمويل خليجي في جزئه الأساس، وخلاف ذلك لا مجال لأي عودة".