يعتبر بينالي القاهرة الدولي للفنون واحداً من أبرز الأحداث الفنية التي شهدتها مصر على مدار سنوات طويلة، فهو عبارة عن معرض شامل لأنواع الفنون كافة "نحت، تصوير، فوتوغرافيا، غرافيك، فيديو، أعمال مركبة، المجسماتط، أسس في عام 1984، ويقام في العاصمة المصرية كل عامين، وكلمة "بينالي" إيطالية الأصل ومعناها معرض دوري يُقام كل سنتين.

وينظم بينالي القاهرة الدولي، قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة المصرية، وفي نهاية عام 2006 عقد البينالي دورته العاشرة من 13 ديسمبر واستمرت حتى 15 فبراير عام 2007، وبعد دورته الثانية عشرة في عام 2011 توقف البينالي ثمانية أعوام قبل أن يستأنف نشاطه في يونيو الجاري.

Ad

ويحظى البينالي باهتمام كبير من جانب المسؤولين عن النشاط الفني والتشكيلي في مصر، ويقبل عليه آلاف الزائرين من الفنانين التشكيليين ومتذوقي الفنون المختلفة، باعتباره حدثاً دولياً لا يتكرر إلا كل عامين، ويشارك فيه عدد كبير من الفنانين من دول عربية وأجنبية.

تقام الدورة الجديدة تحت شعار "نحو الشرق" وتستمر حتى الثامن من أغسطس المقبل في قصر الفنون ومتحف الفن المصري الحديث بساحة دار الأوبرا وكذلك مجمع الفنون (قصر عائشة فهمي) في ضاحية الزمالك، ويشارك فيها نحو80 فناناً يمثلون 50 دولة، أما أبرز الدول العربية المشاركة فهي الكويت وتونس والمغرب والأردن ولبنان والإمارات والعراق وسورية والسعودية، في حين اُختير الفنان الفرنسي جيرار جاروست "73 عاماً" ضيف شرف البينالي في إطار "عام مصر- فرنسا 2019".

وحرص عدد كبير من الفنانين العرب والدبلوماسيين الأجانب والوزراء المصريين الحاليين والسابقين على حضور افتتاح الدورة الجديدة الاثنين الماضي "10 يونيو الجاري"، من بينهم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، الذي حرص على استمرار ودعم وتطوير بينالي القاهرة الدولي حتى بات من الأحداث الفنية الراسخة والمميزة في مصر.

الجائزة الكبرى

وحصل الفنان البلجيكي "يورس فان دو مورتل" على الجائزة الكبرى لبينالي القاهرة الدولي المعروفة باسم "جائزة النيل"، أمس الأول (الثلاثاء)، وقيمتها 250 ألف جنيه (نحو 15 ألف دولار)، فيما ذهبت الجوائز الخمس الأخرى، وقيمة كل منها 150 ألف جنيه (نحو تسعة آلاف دولار) إلى العراقي صادق الفراجي، والأردني أيمن يسري، والنمساوية برجيت كوفانس، والمصري أحمد البدري، والكوري الجنوبي كيم هيتشيون.

بينالي الإسكندرية

ويرجع الفضل في عودة بينالي القاهرة إلى وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم،

حين وجهت في أكتوبر 2018 بضرورة عودة البينالي في أقرب وقت وتسخير الإمكانات له، لأنه من الإسهامات المهمة التي كانت تشارك بها مصر على صعيد دعم ورعاية الفنون في العالم، وإحدى أدوات التواصل والانفتاح بين الفنون والحضارات. ويبدو أن الوزيرة أرادت أن تنعش الحركة التشكيلية في بلادها، ولم تكتف بعودة بينالي القاهرة، بل أعلنت عبدالدايم عن عودة تنظيم الأنشطة الدولية في مجال الفنون التشكيلية والتي توقفت منذ سنوات ومنها بينالي الإسكندرية الدولي، وترينالي الغرافيك، ودراسة استئناف فعاليات ترينالي الخزف.

كما أكدت خلال مؤتمر صحافي عقدته للإعلان عن تفاصيل الدورة الثالثة عشرة لبينالي القاهرة، إقامة الدورة التأسيسة لبينالي فنون الطفل، باعتباره هدية مصر لأطفال العالم، وذلك تحت عنوان "مكاني المفضل".