بعد الانخفاض الكبير الذي سُجِّل خلال الأسبوعين الماضيين في منسوب التوتر بالمنطقة، وتراجع احتمالات نشوب صدام عسكري بين واشنطن وطهران إلى الحد الأدنى، عاد الالتهاب مجدداً إلى ممرات الملاحة النفطية الاستراتيجية في الخليج، إثر هجوم منسق استهدف ناقلتَي نفط في خليج عمان، قبالة إيران على مقربة من مضيق هرمز، بعد شهر من اعتداء مشابه على 4 ناقلات أمام ميناء الفجيرة في عمق المياه الإقليمية الإماراتية.

الهجوم على الناقلتين اللتين انطلقتا من السعودية والإمارات، جاء في توقيت حساس، إذ كان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يستقبل رئيس الحكومة الياباني شينزو آبي ويتسلم منه، حسبما علمت «الجريدة»، رسالة خاصة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال خامنئي إنه لن يرد عليها أبداً، كما جاء مع بدء إيران مساعي لإعادة الاستثناءات من العقوبات النفطية التي كانت واشنطن منحتها لبعض الدول، أو رفع جزء منها.

كذلك يأتي هذا الاعتداء غداة تصعيد كبير للمتمردين الحوثيين في اليمن المتحالفين مع إيران، باستهدافهم مطار أبها المدني، في خطوة ألقت السعودية فيها اللوم على السلاح النوعي الذي ترسله طهران إليهم.

Ad

وفي أعقاب الهجوم، أفادت التقارير الأولية بإصابة إحدى الناقلتين بصاروخ «طوربيد»، على بُعد 14 ميلاً بحرياً عن إيران، و70 ميلاً بحرياً عن أبوظبي قرب الممر الاستراتيجي، الذي يمر عبره خُمس النفط المستهلك عالمياً، قادماً من الدول الخليجية.

واشتعلت النيران في ناقلة «فرونت ألتير»، بعد تعرضها للاستهداف مرتين خلال 3 ساعات وترجيح إصابتها بصاروخ طوربيد، الأمر الذي يشير إلى أن هجوماً أولياً ربما يكون قد فشل، مما يُظهِر إصرار المهاجمين على تحقيق أهدافهم. ونفت شركة «فرونت لاين» غرق الناقلة، مؤكدة أنه «لا أنباء عن تلوث بحري».

ولاقى الحادث في المنطقة الحيوية، التي يعبر منها يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية، إدانات دولية وردود فعل متفاوتة وإجماعاً على ضرورة ضمان أمن الملاحة وأمن الطرق التجارية.

ووصفت إيران الهجوم بأنه «مثير للريبة، ويتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتهدئة وخفض التوترات في المنطقة»، داعية إلى تعاون أمني إقليمي لحماية الممرات المائية الاستراتيجية.

وبينما حث الاتحاد الأوروبي على أقصى درجات ضبط النفس، دعت موسكو إلى عدم استخدام الواقعة لتأجيج التوتر مع إيران، وعدم الاستعجال باتهام طهران.

في المقابل، قال مسؤول أميركي لقناة cbs، إن إيران، على الأرجح، تقف خلف الهجوم، مؤكداً أن إعلانها إنقاذ البحارة زائف.

وأفادت تقارير بأن بارجة تابعة للأسطول الخامس توجهت إلى موقع الحادث، بينما عقد «البنتاغون» اجتماعاً لتقييم الموقف، في حين التأم مجلس الأمن برئاسة الكويت، بعد طلب من واشنطن، لمناقشة التطورات في جلسة مغلقة، سبقها تأكيد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد للمجلس أن ذلك الهجوم يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.