مع عودة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، فجر أمس، إلى بيروت من المتوقع أن ينصرف إلى لملمة وضع بيته الداخلي بعد التصدعات التي أصابته جراء "طعنات" المقربين منه.

وفي مؤتمر صحافي عقده مساء في السراي الحكومي، أكد الحريري أن موقفه في مؤتمر مكة "هو قمة الالتزام بقرار النأي بالنفس الذي شكلت على أساسه الحكومة، ولا يجوز إدخال البلد بأي إشكال مع دول الخليج، وتحديدا السعودية، والولاء للبنان قبل الولاء لأي أحد".

Ad

وأضاف أن "الغضب الذي حكي عنه في الوسط السني حقيقي، وناتج عن مواقف سياسية من شركاء سياسيين، وكنت منزعجاً جداً من كلام (وزير الخارجية جبران) باسيل، والتحليلات التي رافقته، ويا ليت النفي جاء سريعاً قبل ارتدادات الكلام الكبيرة في الوسط السنّي". وقال الحريري: "السنّة حراس الشراكة الوطنية حتى لو تخلى بعض الشركاء عنها".

وأضاف: "لا أحب المزايدات ولا المناكفات الطائفية، ولو كنت أحبها لكنتم رأيتم البلد في مكان آخر كلياً، لا يمكننا السكوت عن الخطأ وعن أي كلام يمس الكرامات ويتجاوز الخطوط الحمر والدستور والأعراف، والبلد لا يدار بزلات لسان والبهورة، ولن أقبل بعد اليوم أن يزايد أحد عليّ أو على تيار المستقبل، كما أنه من غير المقبول ان يكون هناك قاض فاتح على حسابه حملة على قيادة قوى الأمن الداخلي".

وقال: "الحمد لله على سلامة طرابلس التي افتدتها القوة الأمنية بأربعة أبطال، وطرابلس ستبقى مدينة الاعتدال رغم أنف المشككين".

وقال: "صلاحيات رئاسة الحكومة بخير، وأدعو تيار المستقبل إلى عدم الانجرار الى السجالات، وعلينا أن نحمي أمن البلد وكرامته، ونمنع الحريق السوري من الدخول الى لبنان".

إلى ذلك، قال رجل الأعمال اللبناني، الذي يحمل إقامة في الولايات المتحدة (غرين كارد)، إن مبادرة الإفراج عنه "من أولها إلى آخرها ولدت في لبنان، واليوم تنتهي في لبنان"، في رد على تقارير عن صفقة بين واشنطن وطهران حول إطلاق سراحه، لكنه أكد أن "المبادرة كان لها نتائج إيجابية إقليمية، وأوقفت الكثير من الذي كان سيصيب المنطقة".

وفي مؤتمر صحافي، بعد لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في القصر الرئاسي ببعبدا، الذي وصل إليه، أمس، برفقة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قادماً من طهران قال زكا: "أمضيت 1362 في المعتقل بعيداً عن عائلتي وأصدقائي​، مازلت قوياً صامداً، ورأسي مرفوع، وما تغير بي إلا زيادة شراستي في ​حرية التعبير​، والوصول إلى الإنترنت".

وأكد زكا أنه تعرض للخطف والاعتقال، ووجهت إليه تهم بطالة في محاكمة صورية من قبل إيران، مضيفاً: "أنا ذهبت بدعوة رسمية إلى بلد وتم خطفي. لم أتعد يوماً على أحد... لا عمالة ولا عمولة".

وتوجه بالشكر إلى عون قائلا: "نحن وعائلتي مدينون لك مدى الحياة من جيل إلى جيل، وأعرف أنه رغم العلاقة الشخصية التي تربطني بك أنت طلبت تحريري فقط، لأنني مواطن لبناني مظلوم، وأنت المظلة التي تحمي كل لبنان"، كما شكر رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، الذي وصفه بأنه "الصديق والأخ".

من ناحيته، أكد المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم،​ أن إطلاق زكا جاء "نتيجة رسالة الرئيس عون إلى الرئيس الإيراني حسن ​حسن روحاني​".

ونفى عباس تقرير "وكالة فارس"، الذي قال إن زكا سيسلم إلى "حزب الله"، وان إطلاق سراحه جاء فقط تلبية لطلب أمينه العام حسن نصرالله، وقال: "السيد نصرالله دعم لكن الأساس هو طلب الرئيس عون".