واصلت المؤسسات والهيئات الكويتية نشاطها المتجدد محلياً ودولياً في تقديم المساعدات الإغاثية للاجئين والنازحين والمحتاجين بالمنطقة بالتزامن مع حلول عيد الفطر المبارك.

وتركزت المساعدات التي قدمتها الكويت خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة في الأردن والعراق وقطاع غزة وشملت جوانب صحية وإغاثية وتعليمية.

Ad

الأردن

ففي الأردن، وقع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية اتفاقية منحة رابعة لمؤسسة الحسين للسرطان الأردنية بقيمة مليوني دولار أمريكي تهدف إلى تغطية تكاليف علاج اللاجئين السوريين المصابين بمرض السرطان في الأردن.

ووقع الاتفاقية عن الجانب الكويتي مدير عام الصندوق عبدالوهاب البدر وعن الجانب الأردني رئيس هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان الأميرة غيداء طلال بحضور سفير الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني وكبار مسؤولي المؤسسة.

وقال البدر لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب حفل توقيع الاتفاقية الذي جرى في مبنى مركز الحسين للسرطان بالعاصمة عمّان إنه بهذه الاتفاقية يرتفع إجمالي الدعم المقدم من الصندوق لغايات علاج مرضى السرطان من اللاجئين السوريين المسجلين لدى المركز إلى خمسة ملايين دولار.

وأوضح أن المنحة الحالية هي ضمن التزامات الكويت بدعم اللاجئين السوريين التي أعلنت عنها في المؤتمر الدولي الرابع للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وتأتي في إطار برنامج التعاون المبرم مع مركز الحسين للسرطان للمساهمة بدفع تكاليف علاج اللاجئين السوريين.

وأشار إلى أن الصندوق قدم ثلاث منح سابقة للمركز بهدف تقديم العون الإنساني للاجئين السوريين حيث وقعت المنحة الأولى عام 2016 بقيمة مليون دولار والثانية والثالثة وقعتا عامي 2017 و2018 بالقيمة ذاتها لكل منهما وذلك إيفاء بتعهدات الكويت المعلنة خلال مؤتمرات المانحين.

وبين البدر أن المنح السابقة من الصندوق ساهمت بتغطية تكاليف علاج واحتياجات حوالي 117 لاجئاً سورياً مصاباً بالسرطان، معرباً عن الأمل بأن تسهم الاتفاقية الحالية بعلاج عدد مماثل من المرضى المسجلين على قوائم الانتظار في ظل التعاون القائم مع المركز.

وعن الخدمات العلاجية التي تشملها المنحة، قال البدر إن اتفاقية المنحة تستهدف تمويل تكاليف تشخيص المريض من خلال الفحوصات المخبرية والصور الإشعاعية وعمليات أخد الخزعات وتحليلها كما أنها تشمل علاجات الكيماوي والأشعة والفيزيائي والأدوية وزرع نخاع العظم.

وأفاد بأن المنحة تمول كذلك العمليات الجراحية لاستئصال الأورام وعلاج المضاعفات الناشئة عن العلاج والاجراءات الطبية لتخفيف الألم عن المرضى والعلاج التلطيفي والطوارئ.

وأشاد البدر بمستوى مركز الحسين للسرطان في تقديم أفضل العلاجات لمرضى السرطان، لافتاً إلى أن نشاط مؤسسة الحسين للسرطان الجهة المشرفة على المركز يسهم بشكل مباشر في تحقيق غايات من أهداف التنمية المستدامة الخاص بـ «الصحة الجيدة والرفاه».

وأضاف أيضاً أن الصندوق يساهم بمعية المؤسسة في الهدف الـ 17 من أهداف التنمية المستدامة والخاص بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.

من جانبها، ثمنت الأميرة غيداء طلال في تصريح لـ (كونا) استمرار الدعم المقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية و«إيمانه برسالة مركز الحسين للسرطان»، مشيرة إلى أن المرضى الذين تكفل الصندوق بعلاجهم من اللاجئين السوريين بلغ 117 مريضاً جلهم بلغوا مراحل متقدمة من الشفاء.

وقالت الأميرة غيداء إن المركز يعالج المرضى من جميع أنحاء العالم بطريقة شمولية ويحتضن المريض بشكل كامل واستطاع تحقيق نقلة نوعية من حيث استقطاب كوادر طبية رفيعة المستوى وتوفير أفضل وأحدث العلاجات حسب المعايير العالمية.

وأشارت بهذا الصدد إلى شراكات المركز مع أهم مستشفيات العلاج بالسرطان حول العالم وحصوله أخيراً على اعتمادات عالمية وضعته ضمن المرتبتين الأولى على مستوى الدول النامية والسادسة عالمياً من حيث التخصص بعلاج السرطان.

وقام وفد الصندوق الكويتي بجولة في أهم أقسام مركز الحسين للسرطان للتعرف على تجهيزاتها والمعدات المتطورة المستخدمة في علاج مرضى السرطان كما زار مجموعة من أطفال اللاجئين السوريين لتقديم الهدايا الرمزية ومشاركتهم الأنشطة الترفيهية.

فلسطين

وفي قطاع غزة، قامت جمعية رعاية أسر المعاقين بالقطاع بتوزيع أدوات مساعدة وأجهزة طبية على المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ضمن مشروع «أيادي الكويت الرحيمة للإغاثة الصحية الطارئة للمعاقين في قطاع غزة» الممول من الأمانة العامة للأوقاف في الكويت وبإشراف بيت الزكاة الكويتي.

وقالت رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية أسر المعاقين هبة عدوان في بيان صحفي إن المستفيدين من المشروع استلموا أدواتهم خلال حفل نظمته الجمعية في مقرها بحضور المئات من المعاقين والوجهاء والشخصيات الاعتبارية في قطاع غزة.

وأوضحت عدوان أن المشروع استهدف نحو 1500 من ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من اعاقات مختلفة ومنها الإعاقة الحركية والشلل الدماغي والاعاقات السمعية والبصرية.

وذكرت أن المساعدات اشتملت على سيارات خاصة بالمعاقين وعجلات وعكاكيز وأجهزة قياس الضغط والسكر وأجهزة تنفس صناعي وغيرها من الأجهزة الطبية والأدوات المساعدة بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية والطبية لهؤلاء من خلال العيادة الطبية المتنقلة.

وأضافت إن المشروع يأتي في سياق اهتمام الأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة في الكويت بالتخفيف عن كاهل المواطنين الفلسطينيين وخصوصاً شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم بسبب الحصار الإسرائيلي والظروف الاقتصادية القاسية.

وأشارت إلى أن المشروع يأتي في وقت يعاني المعاقون في القطاع ظروفاً اقتصادية ونفسية ومعنوية سيئة بسبب انحسار الدعم المقدم من المؤسسات المختلفة.

وأكدت أن تنفيذ المشروع يعكس أصالة موقف الكويت ويعكس المسؤولية الإسلامية والقومية للجهتين الممولة والمشرفة معربة عن شكرها الجزيل وامتنانها العظيم للكويت أميراً وحكومة وشعباً كما شكرت الأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة.

العراق

وفي العراق، أشرفت القنصلية العامة للكويت في اربيل على توزيع 15 طناً من المواد الغذائية مقدمة من قبل الأمانة العامة للأوقاف والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت على ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة اربيل.

وقال القنصل العام الكويتي في اربيل الدكتور عمر الكندري في تصريح لـ (كونا) أن هذه المساعدات تأتي في إطار حملة «الكويت بجانبكم» التي أطلقها سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للتخفيف عن معاناة الشعب العراقي.

وأشار إلى أن توزيع السلات الغذائية على شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين وقصار القامة يأتي في إطار حاجتهم للدعم والرعاية، مؤكداً أن المساعدات المختلفة والمتنوعة المقدمة من الكويت للشعب العراقي ستستمر وتتنوع لتشمل جميع شرائح المجتمع.

بدوره، عبر مندوب منظمة «روناهي» الخيرية عمر طلال في تصريح مماثل لـ (كونا) عن عميق الشكر والعرفان للكويت ومنظماتها الإنسانية لتقديم المساعدات لهذه الشريحة التي وصفها بأنها «بأمس الحاجة إلى تلك المساعدات».

وأشار إلى أن تم توزيع 576 سلة غذائية على ذوي الاحتياجات الخاصة في أربيل.

وكانت دولة الكويت أطلقت مع بداية شهر رمضان المبارك أكبر حملة افطار الصائم حيت تم تقديم أكثر من 10 آلاف وجبة افطار للمحتاجين والعمال إضافة إلى طلبة الأقسام الداخلية في إقليم كردستان العراق.

كما تم توزيع السلات الغذائية المقدمة من قبل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على النازحين العراقيين في المخيمات حيث تم توزيع المواد الغذائية على 3507 عائلات من نازحي «نينوى» يبلغ عدد أفرادها 17300 شخص.

محلياً

وعلى الصعيد المحلي قالت جمعية الهلال الأحمر الكويتي أن طلاب مدرسة بيان ثنائية اللغة جمعوا تبرعات قدرها 49 ألف دينار كويتي «نحو 161 ألف دولار أمريكي» لأبناء الأسر المحتاجة داخل الكويت ممن لا يستطيعون دفع الرسوم الدراسية لصالح حملة «تبرع لتعليمهم».

وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير في تصريح لـ (كونا) أهمية تشجيع الطلبة على الأعمال الخيرية والتطوعية في الكويت في المجالات كافة ولا سيما التعليمية منها.

وأضاف الساير أن الهدف من التبرع هو حث الطلبة والطالبات على المشاركة في الأعمال التطوعية الخيرية داخل الكويت، مشيداً بروح القيادة والمبادرة لدى الطالبة حصة الخرافي لحرصها وجهودها في مبادرة «تبرع لتعليمهم».

وذكر أن الجمعية تسعى لدعم الأسر المحتاجة المسجلة في كشوفاتها عبر مشاريع تنموية تساعدهم على تحمل أعباء الحياة، لافتاً إلى أن هذا المشروع يعد من المشاريع التي ستسهم في التحاق أبناء الأسر المحتاجة بالمدارس وتفرغهم للتعلم.

وأضاف الساير أن حملة تعليم أطفال الأسر المحتاجة داخل الكويت تأتي ترجمة لمواقف الكويت سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي والاهتمام بقضايا تمس حاجات الأسر المحتاجة التي تعيش على أرض الوطن.

من جانبها، قالت الطالبة حصة الخرافي أن مدرسة بيان ثنائية اللغة تضع التعليم في سلم أولوياتها الاجتماعية لأنه الأساس في تنمية وبناء المجتمعات.

وأضافت الخرافي أن هذا المشروع يهدف إلى تحقيق استقرار اجتماعي للأسر المحتاجة في الكويت ما سيسهم في خلق جيل متعلم وواع.

وأعربت عن سعادتها كون المدرسة أحد شركاء هذا المشروع البناء والفعال في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى نجاح المدرسة في العام الماضي بالتبرع لصالح دعم أطفال الأسر المحتاجة في دفع الرسوم الدراسية لهم.

وشجعت الراغبين في التبرع إلى القيام بهذه الخطوة التي من شأنها أن تسهم في ضمان مقعد لطفل أسرة محتاجة، مشيدة بجهود جمعية الهلال الأحمر لدعم أبناء الأسر المحتاجة داخل الكويت.

أطفال اليمن

وفي سياق متصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بالتنسيق والتعاون مع إدارة مجمع الأفنيوز مواصلة حملة لتوفير حضانات الأطفال حديثي الولادة في اليمن والتي ستختم في 16 يونيو من الشهر الجاري.

وقالت الأمين العام في جمعية الهلال الأحمر الكويتي مها البرجس في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية أن حملة التبرعات لاقت ترحيباً واسعاً من أهل الكويت وحرص الكثير منهم على التبرع بكل ما يستطيعون لدعم الأطفال في اليمن، مشيرة إلى أن التبرع لصالحهم بالتأكيد سيحدث الفرق الكبير في حياتهم.

وأضافت أن الجمعية تسعى إلى التواصل مع أكبر عدد من المتبرعين داخل الكويت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وموقع الجمعية في الأفنيوز من أجل جمع أكبر قدر من التبرعات المادية لتمكنها من شراء حاضنات الأطفال للمستشفيات في اليمن.

وأوضحت البرجس أنه رغم توفر وسائل الكشف والتشخيص وبرامج الأمومة من قبل الجهات الصحية في اليمن إلا أن الولادات المبكرة مازالت تعتبر من أكبر التحديات والمشاكل التي تواجهها المستشفيات وذلك نظراً لأنه غالباً ما يكون من ضمنها أطفال غير مكتملي النمو «خدج».

وأشارت إلى أنه خلال العام الماضي ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن «الضرر الذي لحق بالمرافق الصحية خاصة مرافق الصحة الانجابية نتيجة الأزمة اليمنية قد يعيق توصيل خدمات وامدادات الصحة الانجابية ما يؤدي إلى حدوث عواقب وخيمة على صحة الأمهات وأطفالهن».

وأشادت بحرص إدارة الأفنيوز على تبني ودعم عدد من المبادرات المجتمعية طيلة العام وفي مقدمتها المبادرات الإنسانية لتوفير حضانات الأطفال حديثي الولادة في اليمن.

ولفتت البرجس إلى أن إدارة الأفنيوز خصصت جهازين للتبرع النقدي باستخدام بطاقات السحب الآلي في منطقة غراند بلازا بالإضافة إلى توفير رابط للدفع الالكتروني لتسهيل عملية التبرع، مؤكدة أن جميع المبالغ التي سيتم تحصيلها ستدخل الحساب الخاص لجمعية الهلال الأحمر الكويتي.