نامت مدينة طرابلس اللبنانية الشمالية، عشية عيد الفطر، على مقتل 4 عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي، (عنصران من الجيش وآخران من الأمن الداخلي) في عملية إطلاق نار انتهت بتفجير منفّذ الهجوم نفسه.

فبعد إلقاء قنابل على أكثر من مركز لقوى الأمن والجيش اللبناني، وعلى فرع للمصرف المركزي، ليل أمس الأول، في طرابلس، عمد الإرهابي المطلوب عبدالرحمن مبسوط إلى التحصن في أحد المباني، مما دفع القوة الضاربة في مديرية المخابرات إلى مداهمة المبنى الذي اختبأ فيه، فأقدم مبسوط على تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه.

Ad

وبُعيد انتحاره، انتشر فيديو لمبسوط، يتكلم بصوت عال، ويرد على أحد عناصر الأمن. كما انتشر فيديو له قبيل تنفيذ العملية، وهو يقول إنه سينفذها "إرضاء لله". كما أرسل قبل تنفيذ عمليّته الإرهابية، رسالة صوتية عبر تطبيق "واتساب" أعلن فيها طلاقه من زوجته، مبلّغاً إيّاها بعمليّته. وجاء في الرسالة: "اسمعي جيداً، الآن أنا ذاهب للغزوة في سبيل الله... أنت طالق. وعندما تخرجين الى المحكمة وتبرزين لهم التسجيل سيعرفون أنني طلقتك".

وأكدت مصادر أمنية أنه "لا يمكن وضع العملية الإرهابية في طرابلس في إطار الانفلات الأمني أو التقصير الرسمي اللبناني". وأضافت: "بعيداً عما يمكن الحديث عنه من ملاحظات على أداء الأجهزة الأمنية لحظة وقوع الحادثة وكيفية التعاطي معها من حيث استيعاب الصدمة والتنسيق فيما بينها، فإن العملية الإرهابية تقع ضمن إطار عمليات الذئاب المنفردة التي تتحرك بعد أن عجزت المجموعات الإرهابية عن تشكيل خلايا جماعية".

وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، أن "الجاهزية الدائمة للجيش والقوى الأمنية كفيلة بالمحافظة على سلامة المواطنين في كل لبنان، وأن أي عبث بالأمن سيلقى الرد السريع والحاسم". وأضاف: "ما حصل في طرابلس أمس لن يؤثر على الاستقرار في البلاد".

وأجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اتصالات بكل من وزيرة الداخلية ريا الحسن وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، للوقوف على وقائع الهجوم.

وقال الحريري: "ضرب الإرهاب فرحة العيد في طرابلس، لكن هذه المدينة الأبية ستبقى عصية على التطرف والخارجين على القيم الحقيقية للإسلام الحنيف، ولن نتراجع عن أن نردد معها صبيحة الفطر المبارك كل عام وطرابلس بخير".

وتفقّدت الحسن وعثمان مكان الحادث. وأكدت وزيرة الداخلية أن "ما حصل حادثة فرديّة وضعنا حداً لها". وأضافت: "انتصرت طرابلس من جديد على الإرهاب بفضل التنسيق بين مؤسستي الجيش والقوى الأمنية، أتقدم بأحر التعازي من أهل الشهداء"، لافتة الى أن "هذا العمل الإرهابي المدان والمستنكر من الجميع وضع مؤسسة قوى الأمن والجيش في الدائرة الدموية من جديد".

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن مبسوط غادر لبنان إلى تركيا عام 2015، سعياً إلى الالتحاق بتنظيم "داعش" في سورية، وعند عودته إلى لبنان دخل السجن عام 2016 ثم أطلق عام 2017. وأكدت مصادر عسكرية أن مبسوط من مجموعة أسامة منصور، وشارك في المعارك ضد الجيش اللبناني بطرابلس عام 2014.

على صعيد آخر، عرض الجيش الإسرائيلي لقطات من داخل نفق معقد يمتد من لبنان إلى شمال إسرائيل على عمق كبير تحت الأرض، قائلا إنه كان مخصصا لعناصر "حزب الله".

وأوضح أن بداية النفق على بعد كيلومتر تقريبا داخل لبنان، ويصل في عمقه إلى نحو 80 مترا، وهو ارتفاع مبنى من 22 طابقا تقريبا، عند دخوله إسرائيل قرب بلدة زرعيت.