انتقد قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، أمس الأول، بعض البنود الواردة في الموازنة العامة التي شملت تجميد التجنيد، في إطار سياسة التقشف.

وقال عون، في بيان نشر على موقع الجيش اللبناني: "ما أفرزته الموازنة حتى الآن من منع التطويع بصفة جنود أو تلامذة ضباط ومنع التسريح، ينذر بانعكاسات سلبية على المؤسسة العسكرية، بدءا من ضرب هيكليتها وهرميتها، مرورا بالخلل في توزانات الترقيات، وهو أمر مخالف لقانون الدفاع".

Ad

وتابع: "الجيش هو العمود الفقري للبنان، ولا نغالي إذا قلنا إنّه ضمانة أمنه واستقراره، وإنّ مهمّته لا تُختصر بزمن الحروب والصراعات فقط، لأن تحصين الاستقرار والسلام يتطلب جهودا تفوق أحيانا متطلبات الحروب". وختم: "ربما غاب عن بال البعض بغير قصد أو بقصد، أنه رغم الاستقرار الأمني الذي ننعم به حاليا، فالتحدّيات لا تزال كبيرة، سواء عند حدودنا الشرقية والجنوبية والبحرية".

وأثار كلام عون استياء لدى رئيس الحكومة، إذ أنها المرة الأولى التي يتنقد القائد سياسات الحكومة". وحذرت مصادر مقربة من تيار "المستقبــل" في حـــــــديث لـ "الجريدة" من "إقحام الجيش اللبناني في الصراع القائم حالياً في البلاد بين فريق محسوب على رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل (مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس) وفريق محسوب على تيار المستقبل (شعبة المعلومات)". وأضافت: "بعد السجال بين وزير الدفاع إلياس أبو صعب وتيار المستقبل يبدو أن فريق باسيل يريد أن يزيد الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري من خلال المؤسسة العسكرية التي تحظى بإجماع جميع المكونات اللبنانية". وقالت: "هذه لعبة خطيرة، فالجيش اللبناني يضم جميع الطرائف ومحاولة استخدامه لاستهداف طائفة معيّنة لا يمكن أن يمر مرور الكرام".

وكانت الحكومة قد أقرت مشروع موازنة تقشف في أواخر مايو الماضي لعام 2019، لا يزال يحتاج إلى موافقة البرلمان قبل اعتماده، ولا يزال بالإمكان إدخال تعديلات عليه.

إلى ذلك، توالت أمس ردود الفعل على كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله"، وشدّد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، على أنّ "السكوت المطبق من الحكومة وأفرقائها على كلام نصرالله الّذي ينتهك سيادة الدولة وحصرية قرار الحرب والسلم، ويجرّ لبنان واللبنانيين إلى صراعات لا يريدونها، يشكّل ترجمة جديدة لمفاعيل التسوية وخضوع أفرقاء السلطة لمشيئة حزب الله". وأكّد في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ "سلامة لبنان وشعبه ليست للمقايضة".

كما ركّز الوزير السابق أشرف ريفي، على أن "كلام نصرالله يطيح الدولة وأركانها، ويؤكد أنّه المرشد الذي يتحكم في قرار السلم والحرب، وهذا الأمر سيئ للغاية على لبنان، في ظلّ الاحتدام الحاصل في المنطقة"، مناشدًا كلّ من لديه حسّ المسؤولية، أن "يمنع اختطاف لبنان إلى حيث تريد إيران أن تتاجر به في سوق المساومات".

وأوضح في حديث صحافي، أنّه "لم يسبق أن جاهرت أيّ جهة في لبنان بتبعيته للخارج، كما فعل يوم الجمعة، بقوله إنهّ في حال حصول حرب مع إيران، فإنّ المنطقة كلّها ستشتعل". ورأى أنّ "الملاحظة الأولى على كلام نصرالله انّه عندما كان لبنان يتعرّض للحروب والدمار، لم نسمع مسؤولًا إيرانيًّا واحدًا يقول إنه سيُدخل إيران في حرب دعمًا للبنان، بل كانت إيران دومًا تتاجر بلبنان عبر أداتها اللبنانية حزب الله، وقد دان نصرالله نفسه بنفسه بالأمس".