الدول المتحضرة التي تحترم الإنسان وتقدره لديها ثقافة التكريم، خصوصاً إذا كان الإنسان مخلصاً في عمله، ويؤديه بأمانة، فالتكريم ليس بالضرورة أن يكون مادياً بل إن التكريم المعنوي يكون أحيانا أكثر وقعاً على الإنسان، كأن يكون بسيطاً كرسالة تقدير أو هدية رمزية صغيرة يضعها في منزله، وتكون فخراً لأبنائه بأن والدهم أو والدتهم خدم بلده بأمانة وإخلاص.

وللأسف فإن هذه الثقافة تكاد تكون معدومة أو ضعيفة عندنا، ولا تحدث إلا نادراً، خصوصا في المؤسسات الحكومية، فآخر مرة، على ما أذكر، عملت مؤسسة حكومية حفل تكريم لبعض متقاعديها كان من عشر سنوات، لكن هذه الثقافة ملحوظة في المؤسسات الخاصة والهيئات ذات الطابع العلمي.

Ad

لقد سعدت مؤخراً بتكريم أخ عزيز، ويستحق التكريم، هو الأخ علي اليوحة الذي أكمل مسيرة المبدعين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومعه مجموعة من الشباب الكويتيين من الجنسين، وأذكر منهم الأخ محمد العسعوسي الذي تقاعد ووجب تكريمه، ومن معه من الشباب الكويتيين المخلصين لبلدهم، وهناك الكثير ممن أخلص في عمله، واؤتمن على أسرار وأموال كانت تحت تصرفه، ولكن للأسف لم يتم تكريمه حتى لو بكلمة: «جزاك الله خيراً».

فعلى المؤسسات الحكومية أن تنتهج ثقافة التكريم، وأن تعتبرها ثقافة مهمة لا تقل عن الثقافات الأخرى في الدول التي تحترم الإنسان وتقدر عمله، فهل هناك من يستوعب هذا الكلام وينفذه؟