قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، إن ذكرى تأسيس مجلس التعاون الخليجي الـ 38 تحمل العديد من المعاني النبيلة.وأضاف الجارالله في تصريح صحافي بهذه المناسبة، أن الكويت سعت إلى بلورة فكرة المجلس إدراكاً من إحساس المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بأهمية أن يكون التماسك والترابط سمة لشعوب وحكومات دول مجلس التعاون.
خلاف وتنسيق
وأوضح أن مسيرة المجلس شهدت على مدى الأعوام الماضية العديد من الإنجازات الكبيرة في شتى المجالات والميادين وانعكست على المواطن الخليجي وحققت تطلعاته على كل الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.وبين أن المجلس استطاع من خلال تلك الإنجازات أن يمثل إطاراً قوياً للأمن الجماعي وسياجاً لحماية مكتسبات الكيان الخليجي والتصدي للأخطار التي تعترضها وأصبح يؤدي دوراً مؤثراً في إدارة الأزمات التي تشهدها المنطقة.وأكد أن ما يحدث من خلاف بين دول مجلس التعاون «مؤلم ولكن لله الحمد استطاع المجلس أن يبقي على مسيرته المباركة وعلى تعاونه وتنسيقه وآليات العمل المشترك في اطار مجلس التعاون».وأشار إلى مساعي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والكويت للم الشمل الخليجي وعدم تأثر مسيرة مجلس التعاون الخليجي بأي خلاف كان.تداعيات المنطقة
ولفت الجارالله إلى أن التصعيد الحاصل بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران في منطقة الخليج «يشكل تهديداً وتطوراً خطيراً على مستوى المنطقة، لكننا نعول على حرص وحكمة قادة دول المجلس لتجاوز هذه التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وما تمثله من تداعيات».وذكر أن التجانس بين دول التعاون أسهم في تبني مواقف موحدة تجاه العديد من القضايا السياسية والتركيز على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة كل دولة على أراضيها ومواردها واعتماد مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات مما أعطى مجلس التعاون قدراً كبيراً من المصداقية كمنظمة دولية فاعلة في المنطقة.وأفاد بأن المجلس واجه العديد من التحديات على صعيد السياسة الخارجية تمثلت في تماسك دول المجلس أثناء الحرب العراقية الإيرانية كذلك خلال محنة الغزو العراقي للكويت والجهود الكبيرة للمجلس ودول التحالف في التحرير.وأضاف أن المجلس دعم وحدة واستقرار وسيادة العراق ودعم القضية الفلسطينية ودعم وحدة واستقرار اليمن إلى جانب الاهتمام بالوضع السوري والشأن الصومالي ودعم الشعب الليبي وتطلعاته وإدانة اضطهاد الأقليات المسلمة في ميانمار.وقال الجارالله إننا «متفائلون بمسيرة المجلس ونعتقد أن هذه المسيرة حازت إعجاب العالم الذي أصبح يتعامل مع المجلس ككتلة مؤثرة وفعالة في الأحداث والتطورات الإقليمية».وأشار إلى أن المواطن الخليجي تلمس وتأثر بحجم التنسيق والتعاون بين دول المجلس من خلال إعطائه حرية التنقل بالبطاقة المدنية في جميع دول المجلس إضافة إلى تمتع المواطن الخليجي بالخدمات الصحية وحرية التملك وتوحيد التعرفة الجمركية التي تضمنتها الاتفاقية الاقتصادية الموحدة للمجلس وهي مكاسب حقيقية للمواطن الخليجي.