أقامت رابطة الأدباء الكويتيين في مقرها بالعديلية ندوة بعنوان "الدراما الكويتية ما لها وما عليها"، وتحدث فيها الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين، د. خالد رمضان، والإعلامية والناقدة ليلى أحمد، والكاتب والمخرج بدر محارب. وقد حضر الندوة جمع من الكتّاب والأدباء والمثقفين.

في البداية، قال د. رمضان: نتناول اليوم قضية أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة، وتم حشد متابعين لها في وسائل التواصل، فرأينا في رابطة الأدباء أن نتفاعل مع الجمهور الكريم في هذه القضية، وهي قضية الدراما التلفزيونية، وربما حرك شهر رمضان هذا الموضوع، لكثرة ما يعرض من مسلسلات درامية على شاشة تلفزيون الكويت والتلفزيونيات الأخرى.

Ad

وتابع رمضان: وزارة الإعلام جزء من المنظومة الحكومية، ويفترض أن الدولة لديها أهداف وسياسات من خلالها تعمل على تشكيل الشخصية الوطنية وتكوينها، ووزارة الإعلام تعتبر أداة مهمة جدا، إضافة إلى المؤسسات التعليمية والجهاز الثقافي، فهل وزارة الإعلام والتلفزيون على وجه الخصوص يقومان بما هو مطلوب منهما في توعية المواطن، وتوجيه وتشكيل شخصيته من خلال ما يقدم من أعمال؟، هل للدولة بشكل عام أهداف تسعى إلى تحقيقها من خلال الأجهزة الرسمية التي تتبعها لتشكيل شخصية المواطن الكويتي؟

وأضاف: "حقيقة أن ما نشاهده على شاشة تلفزيون الكويت لا ينبئ بذلك، من خلال ما يقدم من برنامج أو من دراما تلفزيونية.

وأكد أنه في الكويت لدينا ثروة بشرية من العناصر الفنية، رغم حجم الكويت الصغير، لكن غنية جدا بأبنائها، ومع ذلك لا نجد ما نطمح إليه من حيث المستوى، لأن مشكلتنا ليست في القدرات، بل في الاختيارات. وذكر أن ما نشاهده فوضى عارمة، إذ لا نلمس تخطيطا، وخير مثال على ذلك ما يقدم الآن في رمضان بعد الإفطار، وماذا نشاهد ليس السنة فقط، ولكن كل عام ومنذ أعوام طويلة. وطرح د. رمضان تساؤلا: "هل المسؤولون عن الإعلام والتلفزيون يشاهدون ما يُعرض، وخاصة في هذه الفترة؟ هل يشاهدون برامج المسابقات الساذجة التي تقدم ويصرف عليها، وما يبذل فيها من جهود"؟

من جانبها، تحدثت الإعلامية والناقدة ليلى أحمد عن وجهة نظرها في الدراما التلفزيونية، مشيرة إلى أن كثيرا مما يقدم على الشاشة الخليجية يمثّل القوة الناعمة لدولة الكويت في إطار رغبة التلفزيونات الخليجية في عرض الدراما المحلية، لكن ما يعرض في هذه الأعمال من أعمال سخيفة وساذجة تمس سمعة الكويت وقوتها الناعمة، ومؤكدة أن التوجيهات لتشكيل الشخصية الوطنية أدت إلى خسارة الفن الكثير من المواهب الحقيقية، سواء على مستوى الكويت أو على مستوى العالم العربي.

وتطرقت أحمد إلى بعض الظواهر السلبية في الدراما الكويتية التي تشير إلى خلل المعايير، فقالت إن مسلسل ساق البامبو منح فنانة مساحة كبيرة، لأنها تتمتع بشهرة في عالم الـ "سوشيال ميديا"، والمنتج يبحث عن إعلانات من ورائها. وقالت إن أزمة الدراما الكويتية تكمن في الكتّاب الذين لا يمتلكون أي خبرة أو عمق في معالجة قضايا المجتمع في الأعمال الدرامية التي تنتج.

أما بدر محارب فقال إن تلفزيون الكويت مؤسسة حكومية وشاملة لديها باقة من القنوات الرياضية والثقافية، لكن مع الأسف غير مستغلة الاستغلال الصحيح. وأضاف: أنا أفخر عندما أشاهد أعمالنا الكويتية الدرامية تعرض في الخليج، وهناك مجموعة كبيرة من الأعمال، لكن العبرة ليست بالكم بل بالجودة، واعتقد أن سبب انهيار الدراما المحلية هو تحولها إلى 30 حلقة، مستذكرا الأعمال الخالدة مثل "درب الزلق"، و"خالتي قماشة"، و"خرج ولم يعد"، مبينا أنه مع وجود التقنيات والأجور العالية، فإن المسلسلات الآن لا تصل حتى إلى نصف مستوى تلك الأعمال.