مع تراجع احتمالات وقوع حرب شاملة في المنطقة، بدا أن إيران قد غيّرت تكتيكها في الأزمة الأخيرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ضبط النفس إلى محاولة شن هجوم مضاد.

وأعلنت طهران، أمس، أنها تلقت عروضاً أميركية جديدة للتفاوض، لكنها رفضتها، فيما بدا أنه انتصار لاستراتيجية رفض التفاوض تحت التهديد.

Ad

وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي إن مسؤولين من عدد من الدول زاروا إيران في الآونة الأخيرة "معظمهم يمثلون الولايات المتحدة"، لكن رسالة طهران لهم كانت حازمة.

وكانت "الجريدة" انفردت أمس الأول بنشر خبر يفيد بتسليم عُمان رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تتضمن فحوى اتصالات مسقط مع ترامب، واقتراحاً بعقد لقاء بين الرئيس الأميركي وخامنئي أو مع الرئيس حسن روحاني في حال حصل على تفويض كامل للتفاوض.

وبينما قال مصدر، لـ "الجريدة"، إن الجانب العماني اقترح إجراء مفاوضات استكشافية على مستوى الخبراء في مسقط، كشف دبلوماسي ألماني لـ "رويترز" أن ينس بلوتنر، مدير الدائرة السياسية في وزارة الخارجية الألمانية، زار طهران أمس للاجتماع مع مسؤولين إيرانيين، في محاولة لتهدئة التوترات في المنطقة، واحتمالات الحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015 .

وقال الدبلوماسي إن "الموقف في الخليج والمنطقة والوضع المتعلق باتفاق فيينا النووي خطير جداً"، مؤكداً أن «هناك خطراً حقيقياً من حدوث تصعيد...، وأن الحوار مهم جداً».

في السياق نفسه، اعتبر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، أمس، أن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة هي "صراع إرادات"، معتبراً أن واشنطن تضخم خطر الحرب، وأن طهران انتصرت في الحرب النفسية، في وقت زعم قائد البحرية الإيرانية العميد حسین خانزادي، أمس، أن حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن" ابتعدت عن سواحل إيران مسافة 700 كيلومتر.

جاء ذلك، في وقت قدمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خططها إلى البيت الأبيض لإرسال ما يصل إلى عشرة آلاف جندي إضافي لمنطقة الشرق الأوسط، في خطوة من شأنها تعزيز الدفاعات ضد التهديدات الإيرانية المحتملة، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين.