على وقع إضراب عام شلّ المرافق الحيوية في لبنان وتخللته تظاهرات واعتصامات نقابية و"عسكرية" ومواجهات في ساحة رياض الصلح للعسكريين المتقاعدين الذين حاولوا اقتحام السراي الحكومي، أمس الأول، رفضاً "للمساس بالحقوق والمكتسبات والرواتب والأجور والتقديمات"، ترأس رئيس الحكومة سعد الحريري جلسة جديدة لمجلس الوزراء لاستكمال مناقشة مشروع موازنة على أن تكون الجلسة الأخيرة.

وأكد وزير المال علي حسن خليل، قبيل الجلسة، أن "الموازنة انتهت عندي، والمطروح في الملفات العشرين اليوم هو رسوم لا علاقة لها بالموازنة".

Ad

ورد وزير الخارجية جبران باسيل على سؤال عن الانتهاء من الموازنة قائلاً: "بتخلص بس تخلص!"، في وقت قال وزير الدفاع إلياس بوصعب إن "الأمور مختلطة عند البعض في موضوع التدبير رقم ٣".

ورأى وزير العمل كميل أبوسليمان أنه "كان هناك عمل جدي لتخفيض العجز ولكن الإصلاحات البنيوية لم تحصل، ومن الضروري زيادت إيرادات الاتصالات والمرفأ، ووقف التهرب الضريبي ونحن مصرون على ذلك".

من جانبه، قال وزير الصناعة وائل أبوفاعور إن "المواد التي تمت صياغتها بيني وبين وزير الاقتصاد تحقق ٧٠ مليون دولار إضافية، وبالتالي تحقق مزيداً من التخفيض في العجز".

إلى ذلك، تتصاعد وتيرة أزمة رواتب العسكريين المتقاعدين على خلفية التجاذب القائم بين الوزير باسيل وعديله النائب في تكتل "لبنان القوي" شامل روكز حول هذا الملف، إذ يريد روكز أن يظهر، وفق ما تقول أوساط نيابية مطلعة، أنه عرّاب الضباط العسكريين المتقاعدين، في حين أن باسيل يريد أن يفقده هذه الورقة تحت شعار المساواة في تطبيق التقشّف واقتطاع حيّز من الرواتب من جميع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين.

في سياق منفصل، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله وفداً من نقابة المهن البصرية في لبنان، أمس: "اننا ورثنا ديناً تجاوز 80 مليار دولار، وما نقوم به ضروري للخروج من الأزمة، وسيلمس اللبنانيون أهميته بعد فترة حين يتحسن كل شيء".

إلى ذلك، سبّب اعتكاف موظفي الجمارك، رفضاً للمس بمكتسباتهم في مشروع الموازنة، أزمة على سوق المحروقات في لبنان، إذ شهدت محطات ازدحاماً أمس الأول، ذكّر بأيام الحرب عبر سلاسل لعشرات السيارات التي تنتظر دورها.

وفاقم تأكيد مستشار نقابة أصحاب محطات الوقود فادي أبو شقرا، المخاوف من وجود أزمة وقود حقيقية في البلاد، مما أثار حالة ذعر عند المواطنين الذين تهافتوا إلى محطات الوقود.

ولم تتفجّر حالة الذعر عند المواطنين أمام محطات الوقود فحسب، بل تناول روّاد مواقع التواصل الأزمة بالسخرية والسخط بسبب ما وصلت إليه الأمور لدى رؤيتهم طوابير السيارات أمام المحطات، قبل أن تعلن وزيرة الطاقة ندى البستاني عدم وجود أزمة بعد اتصالها بالمدير العام للجمارك أمس الأول.