في مواجهة قوانين وقرارات «متحجرة»، أبرزها منع السيدات من ركوب الدراجات وإقامة الحفلات الغنائية والدخول إلى الملاعب، تزايدت الدعوات في إيران إلى عصيان مدني شامل عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي أول تحدٍّ، قامت مئات الإيرانيات ليل الأحد- الاثنين بركوب الدراجات الهوائية والسير في وسط أصفهان بعد تصريحات لمدعي عام المدينة هدد فيها باعتقال أي سيدة تقوم بذلك الأمر في الأماكن العامة.

Ad

وأصدر مدعي عام أصفهان الخميس الماضي قراراً يمنع بموجبه المؤسسات التابعة للبلدية بتأجير دراجات هوائية للنساء ويأمر الشرطة بإجبارهن على النزول ومصادرة هوياتهن وأخذ تعهد عليهن بعدم تكرار الأمر أو إحالتهن إلى المحاكم بتهم الخروج على العادات الإسلامية.

وفي الوقت نفسه، قام العديد من الإيرانيين بإنزال كلابهم للتنزه في طهران ليلتي السبت والأحد متحدين قانون حظر تجوال الكلاب في الشوارع، تلبية لدعوات للعصيان المدني عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وسجلت أقوى عمليات العصيان المدني، في تجمع المئات في قرية «أبيانه» التاريخية في محافظة أصفهان لإقامة حفلة غنائية أحيتها إيرانية غير محجبة وكللت الحفلة الموسيقية برقص العديد من الحاضرين. وقام الحاضرون بتصوير هذه الحفلة وتوزيعها على شبكات التواصل الاجتماعي ونشرها ووجهوا دعوة لباقي الإيرانيين إلى تحدي قوانين وصفوها بالمتحجرة التي تمنع السيدات من الغناء عبر العصيان المدني واتخاذ الخطوات نفسها.

وفي تحدٍّ آخر، دعت هذه الشبكات السيدات إلى ارتداء ألبسة رجالية والدخول بالمئات إلى ملاعب كرة القدم لتحدي قوانين تمنع السيدات من دخول هذه الملاعب، في حين تحدت أخريات قوانين جديدة تمنع السيدات من الكشف عن رؤوسهن في السيارات.

ورغم منع الأكل والشرب خلال شهر رمضان المبارك، امتلأت وسائل التواصل بأفلام وصور وانتقادات لاعتقال الشرطة للأشخاص جهروا بالإفطار، ودعت لعصيان مدني لإسقاط هذا القانون وفرضه على الشعب.

وأثار فيلم انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي غضب الإيرانيين من أبناء المسؤولين إذ سجل صوراً لحادث تسببت به سيارتا بورشه كانت تتسابقان بقتل شخص وإصابة عدد آخر بجروح.

وما عزز الغضب، خروج إحدى المتسابقتين والصياح بأنها ابنة شخصية كبيرة متنفذة وإذا ما قتل أحد فلا يهمها وأبوها سوف يدفع الدية.

ومع تصاعد الغضب الشعبي، تدخل المدعي العام واتهم سائقة السيارة بالقتل العمد نظراً إلى تخطيها قوانين السرعة وسط المدينة.