أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأول تضامنه مع السعودية حكومة وشعباً في التصدي لكافة المحاولات الساعية للنيل من أمن واستقرار المملكة وأمن الخليج بوجه عام.

وقال السيسي، خلال استقباله السفير السعودي أسامة بن أحمد نقليي لتسليمه دعوة للمشاركة في الدورة الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي نهاية الشهر الجاري، إن الروابط الأخوية والعلاقات الراسخة التي تجمع مصر والسعودية متينة، وأن التحديات الراهنة المشتركة تفرض ضرورة التنسيق الوثيق من أجل مواجهة كافة التهديدات التي تستهدف الأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي.

Ad

ونقل السفير السعودي، تقدير قيادته العميق للموقف المصري القوي والداعم للمملكة إزاء إدانة الاستهداف الذي طال مؤخرا محطتي ضخ للبترول بمنطقة الرياض.

ويؤكد المحللون الاستراتيجيون في القاهرة أن مصر لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في حال تهور إيران إلى حد الاعتداء على أي دولة خليجية لكنهم يستبعدون مشاركة مصر في تحالف دولي عسكري ضد ايران في غير هذه الحالة.

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي إن استقبال السيسي الأسبوع الماضي لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في زيارة خاطفة للقاهرة ثم بيان الرئاسة بعد استقبال السفير السعودي هي رسائل تؤكد أن مصر متمسكة بموقفها الدائم من اعتبار منطقة الخليج جزءاً من أمنها، ضارباً المثل بإعلان دمشق الذي تعهدت فيه مصر بالحفاظ على أمن الخليج عقب مشاركتها في حرب تحرير الكويت.

وأضاف فهمي إن كل الاحتمالات واردة بما فيها إرسال قوات للتصدي للأطماع الإيرانية، لكن ذلك يتوقف على التطورات خلال الأسبوعين المقبلين حتى انعقاد القمة العربية الطارئة في السعودية نهاية الشهر الجاري.

وعلى العكس يستبعد أستاذ العلوم السياسية جهاد عودة تورط مصر عسكرياً في أي صراع قد يشتعل بالخليج، مستشهداً بالموقف المصري من حرب اليمن، ويرجح أن يقتصر الدور المصري على تقديم مساعدات لوجستية خاصة أن المشاركة المباشرة تتطلب إجراءات قانونية وموافقة برلمانية يحددها الدستور.

أما اللواء عمرو ياسين فيشير إلى أن لغة الخطاب المصري منذ خمس سنوات رفعت شعار "مسافة السكة" بمعنى أن نجدة أي دولة خليجية تتعرض لخطر لن تستغرق من الجيش المصري إلا الوقت اللازم لقطع المسافة إلى هذه الدولة. ويوضح أنه "من الصعب عدم الالتزام بذلك مع الأشقاء في ضوء التحالف الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي الذي يجمع مصر والسعودية والإمارات، إلا أن هذا رهن بأن يكون هناك عدوان إيراني واضح أما في حال وجود رغبة أميركية في شن حرب على إيران فالموضوع سيكون مختلفا وسيتطلب مزيداً من الدراسة".