«خفقة بخفقة يقوم بواجبه القلب»، هكذا حدَّد يوسف شاهين خطته في التعامل مع طموحاته السينمائية. كان سعيداً بالنجاح المحدود الذي حققه في أول أفلامه الطويلة، بل إنه كان يجهز للخطوة التالية أثناء انشغاله بالتصوير ومراحل التحضير لفيلم «بابا أمين»، فحرص على دعوة كثير من المنتجين والفنانين، وسعى خطوة بخطوة إلى توسيع علاقاته داخل الوسط والتعامل بطواعية واستيعاب لمتطلبات سوق الإنتاج التي كانت بعيدة عن تصوراته الأولى.

وأحد المكاسب الناجحة في هذه الفترة كان توثيق علاقته بالفنانة والمنتجة ماري كويني وعائلتها (خالتها آسيا وابنتها ايلين التي عملت بالتمثيل تحت اسم منى)، وأعجبت بطريقة عمله وتركيزه داخل الاستوديو كما صرحت، حيث جلست في زاوية بعيدة تراقب أداء شاهين وانغماسه في تفاصيل العمل بطريقة لم تعهدها في المخرجين الذين تعاملت معهم سابقاً، لذلك عندما عرض عليها سيناريو فيلمه «ابن النيل» تحمست لإنتاجه، ودارت العجلة دورة أخرى.

Ad

يقول شاهين: «عندما رجعت من أميركا كان سيناريو «ابن النيل» جاهزاً للتصوير بدرجة كبيرة، وكلما جلست مع منتج أو مهتم بالسينما كنت أتحدث عن هذا السيناريو وأسأل عن أية فرصة لانتاجه. كانت القصة غنائية وموسيقية أكثر مما ظهرت على الشاشة بعد ذلك، وكانت تركز على علاقة «ولد وبنت»... الولد اسمه «حميدة» والبنت اسمها «زبيدة». كنت مغرماً بالعلاقات المركبة في هذا العمر الطائش، الحب الغجري المجنون، وطيش المراهقة والشباب، وقسوة الطبيعة وتأثير البيئة التي يعيش فيها الولد والبنت، وكنت مهتماً بجموح الولد وغضبه وغروره أيضاً. لكنني كنت أرى الولد متمرداً وليس نذلاً ولا خسيساً. ربما مشاعر الحب «ملخبطة في نافوخه» لكنه ليس حقيراً. وأعتقد أن ثنائية «الولد والبنت» استمرت معي في كثير من أفلامي. مرة حاولت اسميهما «آدم وحواء»، وأخيراً «آدم وحنان»».

نشاط ودأب

يضيف شاهين: «كنت بدأت كتابة السيناريو في أميركا بعد إحساسي بتعب الغربة وزيادة الحنين إلى الأسرة والاسكندرية، ولما عرضت السيناريو على ماري كويني، وكانت «ست ذكية وبتفهم كويس جداً»، اقترحت أن يساعدني فتوح نشاطي في السيناريو والحوار، لأني كنت بعيداً طبعاً عن تفاصيل الحياة في الصعيد ومفردات اللغة، وأذكر أن مدام ماري كانت لديها اقتراحات جاهزة، فشعرت بأنها فكرت في تفاصيل الإنتاج وحسمت موافقتها».

يواصل: «كان نشاطي فناناً مسرحياً عظيماً، وترجم أعمالاً كثيرة، والفيلم في الأصل كان فلكلورياً موسيقياً كتبه أستاذي «غرانت مارشال» وقدِّم على خشبة المسرح الصغير في معهد «باسادينا بلاي هاوس»، وأصدره مارشال في كتاب ضخم وصل إلى 500 صفحة. لكن بمساعدة فتوح نشاطي ونيروز عبد الملك، وهو اسم آخر رشحته ماري كويني، توصلنا إلى سيناريو واقعي عظيم، قدمنا فيه حياة الصعيد بصدق. وأعتقد أن هذا الفيلم وثيقة بصرية مهمة عن قسوة الحياة في جنوب مصر وعن المآسي التي كان يتسبب فيها الفيضان قبل بناء السد العالي، لأنه كان يجرف قرى بالكامل ويشرد آلاف العائلات».

تقول ماري كويني في أوراق منشورة من مذكراتها: «كان يوسف شاهين شاباً نحيلاً رأيته أول مرة في استوديو جلال (الأستوديو الذي كانت تملكه بعد وفاة زوجها المخرج أحمد جلال). كان يأتي للدراسة كثيراً وللعمل قليلاً، لأنه كان يحضر تصوير أفلام لا يعمل فيها، فيختار ركناً في البلاتوه يراقب منه التفاصيل من غير أن يسمع له أحد صوتاً أو يبدي رأياً أو ملاحظة. ولما بدأ في تصوير فيلمه الأول «بابا أمين» دعاني إلى الأستوديو لمشاهدة التصوير فأعجبت بأسلوبه الجديد وكنت مؤمنة جداً بقدراته كمخرج وفنان سينما، وقلت هذا الشاب عاد من أميركا كي يغير مصير السينما المصرية، وعرض عليّ مشروع فيلم كتبه أثناء دراسته في أميركا فوافقت فوراً وتحمست له جداً لإيماني الشديد بأنه مخرج موهوب».

يكمل شاهين: «حينما تحمست ماري كويني للفيلم طلبت إليها التصوير في الأماكن الحقيقية، وفعلاً بحثنا عن بيت وسط المزارع ولم نغير فيه شيئاً. كان كل شيء واقعياً. حتى تلك الأراضي التي كانت تتعرض للغرق قبل بناء السد العالي صورناها أثناء فيضان النيل فعلاً، ليكون بذلك أول فيلم واقعي يرصد هذه الأحداث والأراضي التي لم تعد موجودة لاحقاً. باختصار، أصبح الفيلم «وثيقة» مهمة تحتفظ بالملامح الحقيقية لهذه المناطق وترصد ما فعله الفيضان بها، خصوصاً بعد ضياع الوثائق التي تم تصويرها لاحقاً».

وثيقة بصرية عن الصعيد

تدور أحداث الفيلم قبل بناء السد العالي، حيث نرى «حميدة» في مرحلة الطفولة (قام بالدور نادر جلال ابن ماري كويني والمخرج المعروف بعد ذلك) طفل متمرد على واقعه يراقب القطارات العابرة على حدود القرية ويحلم بالسفر بعيداً إلى المدينة، مردداً أن «مصر فيها الجنة الخالدة»، ومصر عند أبناء الريف تعني «القاهرة». عندما يكبر تقع في غرامه «زبيدة» (شكري سرحان وفاتن حمامة)، ويتورط معها في علاقة تنتهي بزواج اضطراري يجبره عليه أخوه الكبير (يحيى شاهين). لكن عشرة الزواج تفضي إلى حب فطري بريء، ولما يحين موعد الولادة تعاني «زبيدة» متاعب شديدة، ويُغمى عليها فيتصوَّر «حميدة» أنها ماتت، ويقرر الرحيل من القرية مردداً: الحبيبة اللي كانت مصبراني على الحياة هنا ماتت، يبقى ماليش عيش في البلد دي.

يسافر إلى القاهرة ويصطدم بالعالم السفلي للمدينة ويتورط في العمل مع عصابة تتاجر في المخدرات تستغل سذاجته فيدخل السجن، وهناك يلتقي ابن قريته الشيخ عماد الذي يساعده على التوبة، فيعود فور الإفراج عنه إلى قريته، في الوقت الذي يفيض فيه النيل وتتهاوى الجسور وتغرق القرى الواقعة على النيل ومنها قريته. يجد طفلاً يغرق فينقذه ليعرف لاحقاً أنه ابنه وأن زوجته لم تمت. وهكذا اهتم الفيلم برصد أحوال الريف الصعيدي، (اهتم شاهين لاحقاً بفلاح الدلتا في فيلمه «الأرض» تحفته الرائعة).

رغم صداقة شاهين مع المصور الإيطالي الفيزي أورفانيللي فإنه غاب عن فيلم «بابا أمين»، وشارك في الفيلم الثاني ليقدم ملحمة تصوير رائعة، خصوصاً مشاهد ثورة النهر وتدفق الفيضان عابراً خزان أسوان الصغير حيث تغرق القرى.

يقول شاهين: «رغم أن الفيلم مقتبس من عمل أجنبي، فإنه يتضمن جزءاً كبيراً من إحساسي وتجربتي، وأعتقد أنه نبع في الأساس من تذمري الشديد وسخطي على الأحلام البرجوازية لعائلتي، والتي كانت ترى الأثرياء الكبار باعتبارهم النموذج وخيرة الناس. لكنني كنت ضد هذه الرغبة المحمومة في الصعود الطبقي، وربما حدث معي ذلك بسبب حادث بسيط مررت به وأنا طفل بعد موت شقيقي الأكبر آلفريد بسنوات قليلة. ذهبت مع أبي وأمي واختي في رحلة صيد بصحبة عائلة من الأغنياء الكبار، ولما وصلنا إلى المكان قلت لأمي أنني جائع، فنهرتني واتهمتني بأنني «قليل الأدب»، فكيف أجوع وهم لم يحضروا طعام الإفطار بعد؟ مشيت وابتعدت عن المكان حتى شممت رائحة خبز، ورأيت فلاحة فقيرة تخبز «العيش» فوقفت أمامها أنظر إلى الخبز، وفهمت أنني جائع، فأمسكت برغيف ثم نادت على جارتها وطلبت قطعة من الجبن وضعتها في الرغيف وناولتني ألذ «أكلة» في حياتي، وهذا الموقف جعل البساطة عندي أهم من طقوس الأغنياء الذين لم يشعروا بآلام جوعي».

بداية ثانية

يعتبر شاهين فيلمه «ابن النيل» بدايته الثانية، ولما سألته: «ما معنى «بداية ثانية»؟ قال ضاحكاً: «كل فيلم جديد بالنسبة إلي هو بداية جديدة، لكن فعلاً هذا الفيلم كان نقلة مختلفة عن «بابا أمين»، ويبدو أن النقاد كان لهم رأي شاهين نفسه، فقد حدث ما يشبه الإجماع على أنه استطاع من خلال «ابن النيل» أن يؤكد حضوره السينمائي على مستوى «الحرفة»، وأنه يمتلك حساً سينمائياً واعداً، ويعرف كيف يمسك بزمام الأحداث، وكيف يحركها، وكيف يصور في الأماكن الطبيعية ويحكم حركة مجاميعه ويثري كادره السينمائي، وقد حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً ونقدياً جيداً، واستقبلت الصحافة الفنية مخرجه الجديد بحفاوه كبيرة.

يقول شاهين: «سعدت لأن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً، حتى أن صالة «سينما ريفولي» التي يعرض بها الفيلم كانت تمتلئ بالمشاهدين مع كل عرض من عروضه، رغم أن ممثله الرئيس «يحيى شاهين» كان لا يزال مجهولاً ولم يحقق الشهرة بعد.

يضيف شاهين: «لكن للأسف، النجاح لم يدم طويلاً، فبعد أيام من بدء العرض حدث حريق القاهرة والتهمت النيران سينما ريفولي ضمن عشرات المباني التي احترقت في 26 يناير 1952، ومن بينها دار الأوبرا المصرية التي كانت الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وشعرت بغم شديد في تلك الفترة لأن الحريق كان صبيحة عيد ميلادي، ما أصابني بالتشاؤم أياماً عدة. لكن ماري كويني خففت عني، وطمأنتني على تعويض النجاح من خلال التوزيع، وأنها تحدثت مع الموزع الشاطر جداً «رشيد بهنا»، واتفقنا أيضاً على مشاركة الفيلم في مهرجان «فينيسيا» السينمائي الدولي في إيطاليا، وكان «ابن النيل» أول فيلم مصري يشارك فيه، كذلك اتفقنا على مشاركته في «كان» السينمائي في فرنسا، وكان طبعاً أحد أهم أحلامي وهو ما حدث فعلاً».

غموض وتناقضات بريئة

تتداخل الحكايات وتتناقض الروايات وتختلط الأسماء في ذاكرة شاهين فتزيد من حالة الغموض الفني والإنساني التي صاحبت سيرته. مثلاً، ثمة تناقض في تصريحه بين موعد عرض «ابن النيل» وبين حريق القاهرة. عُرض الفيلم لأول مرة في سينما ريفولي، ولكن في 10 يناير 1951، بينما الحريق كان بعد عام كامل (في 26 يناير 1952). على الجانب الآخر، ثمة رواية أخرى للقصة ضمّنها شاهين أحداث فيلمه «حدوتة مصرية» تأخذنا إلى تناقض جديد في التواريخ، إذ يتحدث شاهين عن «الراجل الجديد» قاصداً جمال عبد الناصر، وعن ثورة يوليو في أعقاب عرض فيلمه «ابن النيل» في الدورة الخامسة لمهرجان «كان»، بينما الوقائع الموثقة تؤكد أن هذه الدورة كانت في نهايات أبريل وآوائل مايو 1952 (من 23 أبريل إلى 10 مايو تحديداً) أي قبل قيام الثورة المصرية بثلاثة أشهر بالتمام والكمال. وبالبحث والتدقيق نكتشف أن التداخل حدث في ذاكرة شاهين بين عرض «ابن النيل» من إنتاج ماري كويني وبين عرض الفيلم الثاني الذي أنتجته وتولت بطولته أيضاً، وعرض في التوقيت الذي يتحدث عنه شاهين، وهو فيلم «نساء بلا رجال» الذي بدأ عرضه يوم الخميس 5 فبراير 1953 في سينما ميامي بالقاهرة، وفي اليوم نفسه بسينما مترو بالاسكندرية.

لكن يبقى أن أقرب موعد لحريق القاهرة تزامن مع فيلم «المهرج الكبير» الذي بدأ عرضه 21 أبريل 1952 أي قبيل افتتاح مهرجان «كان» بيومين» وسفر شاهين إلى باريس لحضور عرض فيلم «ابن النيل» هناك، ثم كان 28 أغسطس موعد عرض فيلم «سيدة القطار» الذي تعرض لفشل جماهيري ذريع وخسائر كبيرة للمنتج عبد الحليم نصر، الأمر الذي جعل السندريللا الأولى ليلى مراد تتنازل عن بقية اجرها الكبير لتعويض خسائر المنتج بسبب انصراف الناس عن السينما وانشغالهم بأحداث الثورة وتغيرات الحياة السياسية.

نجاح بالإرادة

في الفتره التي سبقت ثورة يوليو 1952، كانت مصر تمر بمرحلة من «المخاض» السياسي والاجتماعي، لكن شاهين لم يكن لديه أدني ارتباط بحالة الغليان التي تتصاعد في المجتمع.

ويقول شاهين عن تلك الفترة: «ماكنتش فاهم حاجة، ولا كنت مهتماً بأي موضوع غير بالسينما». وهي الحالة التي عبر عنها في فيلم «حدوتة مصرية» عندما طلب إليه زملاؤه المشاركة في تظاهرة لأن صدقي باشا ينتهك الدستور، فقال: «صدقي مين؟». ووقف ينظر إليهم في بلاهة قبل أن يخرج معهم وهو يردد: «الله يخرب بيوتكم هاتودوني في داهية».

وهذا الاعتراف بضعف الوعي العام تكرر مع شاهين في أفلامه الأولى حتى فيلم «الاختيار»، فالفيلم الأول كان بالنسبة إليه مجرد قصة عائلية خفيفة ذات طابع أخلاقي فانتازي غنائي، و{ابن النيل» كان قصة فولكلورية مستقاة من المسرحية التي تدرب عليها أثناء دراسته في باسادينا، وفي تفسيره لفشل فيلم «نساء بلا رجال» قال: «كنت أريد الحديث عن قضية تحرير المرأة، لكن رؤيتي الاجتماعية كانت لا تزال بدائية جداً، فعملت حاجة عبيطة».

ويضيف شاهين: «كنت مهموماً فقط بالتميز على المستوى الفني. كنت مشغولاً بزوايا الكاميرا وتقديم موضوعات مختلفة عما تقدمه السينما في تلك الفترة، وكنت حريصاً على الاستفادة من كل الفرص التي تتاح لي كي أجرب أساليب سينمائية متعددة. مثلاً، لم أهتم بمضمون فيلم «المهرج الكبير» كل ما كان يهمني التكنيك وكيفية تقديم القصة، وبالمناسبة أنا نادراً ما أشاهد أفلامي القديمة، ولكن «المهرج الكبير» رغم سذاجته، فإنه يخطفني وأحب أن أشاهده بين الحين والآخر، وأحياناً كثيرة أرى نفسي في شخصية «شحتوت» التي أداها يوسف وهبي. وللعلم كان الله يرحمه ممثلاً «غولاً» لم أستطع توجيهه بأسلوبي أو السيطرة عليه».

بعد أشهر قليلة من عرض{المهرج الكبير» كما أشرنا سلفاً، عرض لشاهين أيضاً «سيدة القطار» أول وآخر تعاون مع المطربة الكبيرة ليلى مراد، وعاد إلى التعاون مع نيروز عبد الملك في القصة والحوار. والفيلم ميلودراما تتخللها أغان كتبها الراحل بيرم التونسي، وحرص شاهين في سابقة كانت الأولى من نوعها على كتابة اسم بيرم بخط كبير في شارة الفيلم، بالحجم نفسه الذي كتب به اسم كاتب القصة والحوار بل وضعه بعده في ترتيب متقدم تقديراً لمكانته وتأكيداً على أهمية أغاني الفيلم الذي تعرض لانتكاسة كبيرة بسبب قيام ثورة يوليو، فشعر شاهين بأن النحس يلازمه وأن المناخ العام يعطل نجاحه الجماهيري، وقرر القيام بثورة لكسر النحس.

في الحلقة المقبلة نتعرف إلى «ثورة شاهين».

حريق «مزغونة» وفوبيا القطار

دقة شاهين وواقعيته كادتا أن تتسببا في كارثة من أجل مشهد لا يزيد عن ثوانٍ قليلة، يحكي شاهين: «في فيلم (ابن النيل) أردت تصوير القطار الذي سيركبه شكري سرحان وهو يطلق دخاناً كثيفاً، وكان من الصعب تصوير هذا المشهد البسيط في محطة السكة الحديد بالقاهرة، نظراً إلى تكدس الجمهور مما يجعل التصوير كارثة. لذا اخترت محطة صغيرة اسمها «مزغونة» قرب البدرشين 40 كم جنوب القاهرة، وانتقلنا في الصباح المبكر مع المصورين وشكري سرحان وبعض الكومبارس، وقابلنا ناظر المحطة، فرحب بنا، وطلب إلى سائق قطار التعاون معنا، وكان السائق سعيداً لأنه «سيظهر في السيما». وبعد أن شرحت له الموضوع، بدأنا في التصوير، وفجأة بعد دقائق شاهدنا القطار يحترق، هرع الناس إلى نجدة السائق وإطفاء الحريق بإلقاء الرمال على المواسير التي اندلعت منها النيران، وبعد أن خمدت النيران واستقر الوضع عرفنا أن السائق بسبب سعادته بالظهور في الفيلم، أراد التجويد فضغط بعنف على ذراع خطأ، فتسبب في الحريق، ومن يومها يصيبني فزع من صفارة القطار».