تحت رعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أقيم صباح أمس، حفل افتتاح جسر الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، ووصل سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان جنان بوشهري والقائمين على الحفل.

وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ورئيس وزراء جمهورية كوريا لي ناكيون ورئيس مجلس الشيوخ بالجمهورية الفرنسية جيرار لارشيه وكبار المسؤولين بالدولة.

Ad

وتفضل سموه بإزاحة الستار إيذانا بافتتاح المشروع.

وألقى رئيس وزراء جمهورية كوريا كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «أخيرا تم افتتاح أطول جسر بحري (جسر الشيخ جابر الاحمد) ويسعدني أن أحضر معكم هذه اللحظة التاريخية للكويت، وأود أن أتقدم بالتهنئة الحارة باسم كوريا الجنوبية حكومة وشعبا، إلى صاحب السمو الأمير، كما أود أن أتقدم بخالص التهنئة لكم، وبجزيل الشكر على دعمكم وتشجيعكم المتواصل في تنفيذ هذا المشروع منذ عام 2013».

وأضاف أنه لمن دواعي سروري أن تشارك الشركات الكورية في اكبر مشروع وطني في تاريخ الكويت، وأتقدم بالشكر الجزيل لمن بذل قصارى جهده وطاقته من شركة هيونداي وشركة جيهز للهندسة والمنشآت وغيرها، على الاستمرار في العمل الدؤوب طوال هذه المدة في هذا الجسر الذي يقع على جون الكويت.

وتابع: «نتوقع مستقبلا مشرقا مليئا بالحيوية للكويت، وإننا على ثقة تامة بأن رؤية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد (كويت جديدة 2035) ستحقق انجازات رائعة مثل ما شاهدناها في هذا المشروع».

وقال إن هذا المشروع استخدم احدث التقنيات للهندسة المدنية والتقنيات الصديقة للبيئة، منذ مرحلة البداية، كما سيتم ادارة الجسر وتشغيله عبر نظام النقل الذكي، والذي سيقود بدوره الكويت نحو المستقبل ويدعم اقتصاد المعرفة ويجلب المزيد من الابتكارات والتطورات إلى البلاد.

نمو الاقتصاد

وأوضح أنه «اعتبارا من اليوم (أمس) سيلعب الجسر دورا محوريا في الربط بين منطقتين جنوبية وشمالية، حيث سيوفر وقتا للعبور يتجاوز الساعة إلى نحو 20 دقيقة»، لافتا إلى ان كل هذه التغيرات ستسهم في تسريع أعمال انشاء مدينة جديدة وميناء جديد في منطقة الصبية الشمالية، وستؤدي إلى التنمية المتوازنة في البلاد ونمو الاقتصاد بالإضافة إلى إبراز الكويت كمركز للتجارة العالمية.

وأردف: «كان الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، قد حقق الديمقراطية والتنمية الاقتصادية في نفس الوقت، وبالتالي أثق أن جسر (الشيخ جابر) سيعزز سمعة الكويت في المجتمع الدولي».

وأوضح أن «هذا العام يصادف الذكرى الـ 40 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ احتفظ البلدان بشراكة قوية وساعد بعضهما البعض في مراحل صعبة خلال هذه السنوات، معبرا عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذه المناسبة، وأجدد الشكر لكم جميعا والتهنئة الحارة لدولة الكويت وشعبها الكريم».

تطوير المنطقة الشمالية

من جهتها، ألقت وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان كلمة قالت فيها: «يسعدني أن ألتقي معكم مجددا، وفي أقل من عام، وبعد افتتاح مبنى الركاب المخصص لشركة الخطوط الجوية الكويتية (تي 4) لنشهد إنجازا جديدا، وندشن معلما كبيرا، تحت رعاية وحضور صاحب السمو، ولنضيف بذلك أولى لبنات تطوير المنطقة الشمالية وربطها بالمناطق الوسطى والجنوبية، تحقيقا لرؤية صاحب السمو لكويت 2035».

وأضافت: «ندشن اليوم ( أمس) جسر الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه، مستذكرين بذلك عهدا ومسيرة حافلة بالتقدم والازدهار في مختلف المجالات وقائدا عظيما لتحرير الكويت ولإعادة إعمارها بتكاتف القيادة الحكيمة والشعب الوفي الكريم».

وتابعت: «نبدأ عهدا جديدا في بناء كويت 2035 تحت رؤية سموكم الكريمة وتوجيهاتكم السامية، واضعين نصب أعيننا تطلعات المواطنين وأمانيهم لحياة أفضل، ملتزمين ببناء غد أفضل لمستقبل أجيالنا، مستمدين في ذلك روح الإنجاز من حياة الآباء والأجداد الذين أفنوا حياتهم في وضع أسس الدولة وقواعدها».

وأردفت: «لقد كانت توصيات سموكم الدائمة الاهتمام بالعنصر الوطني والاستثمار به، لاسيما فئة الشباب، وهو ما نفخر به اليوم فعلا، فهذا المشروع ذو الجدوى الاقتصادية الكبيرة حقق لنا ما هو أهم، حقق جيلا جديدا من المهندسين والمهندسات الكويتيين، ممن اكتسبوا خبرات غير مسبوقة في بناء الجسور والانشاءات البحرية، وهم كوكبة رأينا فيهم الإصرار والعزيمة وحب الوطن والاخلاص له ولسموكم، فلهم مني الاحترام الكبير على ما أبدوه من تفانٍ والشكر الجزيل على همتهم».

وقالت: «أستذكر هنا شهيدي الواجب المهندس يوسف تقي وحسن ميرزا، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، اللذين انتقلا إلى جوار ربهما خلال تأديتهما العمل في المشروع، فكانا مثالا للتضحية من أجل رفعة الوطن وبنائه ونموذجا مشرفا للمواطن الكويتي».

وأكدت أن «شراكتنا مع جمهورية كوريا الجنوبية تعكس تطورا ملحوظا في العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فقد ساهمت الشركات الكورية منذ السبعينيات في تشييد البنية التحتية وإقامة الطرق السريعة والجسور»، مستطردة: «وبالأمس القريب دشنا مع شريكنا الكوري تشغيل وإدارة مبنى الركاب المخصص للخطوط الجوية الكويتية (تي 4)، واليوم (أمس) نفتتح مشروع جسر، علاوة على ذلك مشروع مدينة جنوب سعدالعبدالله الاسكاني القائم على الشراكة ما بين الحكومتين الكويتية والكورية».

المشروع بداية نهضة المنطقة الشمالية وتنويع مصادر الدخل

يسهم جسر الشيخ جابر في اختصار المسافة بين مدينة الكويت العاصمة ومنطقة الصبية من 104 كيلومترات تقطعها المركبات في نحو 90 دقيقة إلى نحو 5ر37 كيلومترا أي أقل من 30 دقيقة.

ويبدأ الجسر من تقاطع الغزالي السريع مع شارع جمال عبدالناصر حتى طريق الصبية السريع إلى مدينة الصبية الجديدة بالجانب الشمالي للجون.

وبدأت أعمال التنفيذ في 3 نوفمبر 2013 وينقسم إلى جزأين: الأول رئيسي (وصلة الصبية) بتكلفة 738 مليون دينار (نحو 2.4 مليار دولار) ويشمل إنشاء جسر طوله 27 كيلومترا بارتفاع منخفض مع جسر رئيسي مرتفع عبر الممر الملاحي بفراغ ملاحي عرضه 120 مترا وارتفاع 23 مترا لمرور السفن إلى ميناء الدوحة الكويتي بعمر افتراضي قدره 100 عام.

ويبدأ الجسر البحري من ميناء الشويخ (المنطقة الحرة) ويعبر جون الكويت غربا ويمر بجانب جزيرة أم النمل ليصل إلى منطقة الدوحة ثم يربط بطريق الدوحة السريع.

ويحمل الجسر العديد من الدلالات أولها أنه يصل مدينة الكويت بالصبية أو مشروع (مدينة الحرير) ليتجاوز مفهوم الطريق الموصل بين موقعين جغرافيين الى طريق يربط مدينة الكويت بكويت المستقبل أو (كويت جديدة) في حين تتمثل الدلالة الثانية بالشوط الكبير الذي قطعته الكويت في مجال التنمية بعد تسع سنوات من إطلاق أولى خططها.

وتتلخص ثالث دلالات هذا المشروع في دخول الكويت في المنافسة العالمية من جديد من خلال تحقيق أرقام عالمية في مجال التنمية الاقتصادية وتشييد البنى التحتية والتفوق على العديد من دول العالم في مشاريع فريدة وعملاقة حيث يعد الجسر رابع أطول جسر بحري في العالم بحسب هيئة الطرق الكويتية وشيد وفقا لأحدث وأفضل المواصفات والمعايير العالمية.

أما الدلالة الرابعة فيمكن تلخيصها بالجهود الكبيرة التي تقوم بها البلاد في تعزيز موقعها على خريطة التنافسية العالمية لجذب الاستثمارات الأجنبية وذلك تحقيقا لركيزة الاقتصاد المتنوع المستدام في خطة التنمية التي تسعى من خلالها البلاد إلى تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالتجارة وتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.

ويشكل التزامن بين تدشين جسر الشيخ جابر وتأسيس جهاز تطوير مدينة الحرير (الصبية) و(جزيرة بوبيان) الدلالة الخامسة لأهمية هذا المشروع لتتكامل الصورة التنموية والهيكلية لـ «كويت جديدة» كمركز مالي وتجاري إقليمي.

ويمتد المشروع من (ميناء الشويخ) مرورا بجسر جابر إلى مدينة الصبية إلى طريق الحرير العالمي لتتلاقى رؤية الكويت جديدة بـ «مبادرة الحزام والطريق» الصينية علما بأن الجسور البحرية الثلاثة الأكثر طولا في العالم تقع جميعها في الصين.

ويؤدي مشروع جسر جابر دورا محوريا في استكمال رؤية الكويت الجديدة 2035 إذ يعد من المشاريع الكبرى التي تعول عليها الدولة في إحداث النهضة المنشودة بالمنطقة الشمالية والمتضمنة إنشاء مدن سكنية ومناطق استثمارية من شأنها خلق مصادر بديلة للدخل.

الأمير افتتح جسر جابر.. عهد جديد في بناء كويت 2035

معبر إلى المستقبل

يعد مشروع جسر الشيخ جابر أيقونة معمارية متفردة تتجه لها أنظار المتخصصين في العالم، وأحد المشاريع التنموية الاستثنائية في الكويت والمنطقة وعلى مستوى العالم، وهو واحد من أضخم المشاريع في مجال النقل البري، كما يشكل معبرا الى المنطقة الشمالية التي تعد جزءا من رؤية الكويت 2035.

وأشادت المديرة العامة للهيئة العامة للطرق والنقل البري سهى أشكناني باكتمال الجسر الذي يعد أحد أكبر المشاريع التنموية في الدولة وأطول الجسور البحرية على مستوى العالم.

وقالت أشكناني في تصريح لها امس: تم تنفيذ مشروع الجسر وتصميمه وفق أحدث المعايير التصميمية العالمية في مجال الجسور والسلامة على الطريق، بالميزانية المعتمدة والمدة الزمنية المقررة له.

وقالت مديرة المشروع المهندسة مي المسعد: يعد مشروع جسر جابر ركيزة اساسية لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد لـ "كويت 2035"، وقد أخذنا على عاتقنا منذ اليوم الأول إنجاز هذا الصرح ضمن وقته التعاقدي، والكفاءة المطلوبة وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية.

من ناحيته، قال مدير مشروع جسر جابر وصلة الدوحة م. محمد العابدين يعد الجسر أحد أطول الجسور في العالم بوصلتيه حيث يبلغ طول وصلة الصبية 36 كيلومترا، في حين أن وصلة الدوحة تبلغ 12 كيلومترا، بطول اجمالي 48 كيلومترا.

70 مليون ساعة عمل

قال المهندس العامل في المشروع فيصل النعمان انه تم استخدام أكثر من 100 قطعة بحرية وأكثر من 650 قطعة برية خلال تنفيذ المشروع، ووصل عدد العمال خلال وقت الذروة إلى أكثر من 6500 عامل، وعدد ساعات العمل بلغت قرابة 70 مليون ساعة عمل.

وأشارت المهندسة آمنة الفيلكاوي إلى أن عدد ركائز الجسر بلغ 1557 ركيزة بقطر 3 أمتار، وعدد العوارض الصندوقية 950 عارضة صندوقية تم صبها في منطقة الصب، في حين أن عدد العوارض التي تم صبها في موقعها بلغ 252، ووزن العارضة الصندوقية الواحدة بطول 60 مترا يبلغ 1800 طن والعوارض بطول 40 مترا يبلغ وزن الواحدة 950 طنا.

من ناحيته، قال المهندس علي عاشور انه تم تنفيذ حاضنات بيئية للأحياء البحرية بإجمالي 1000 مستوطنة خرسانية سابقة الصب، وزرعت عليها الشعاب البحرية، وتم الإشراف عليها من قبل الهيئة العامة للبيئة واستشاري عالمي لضمان تعويض الأحياء البحرية وعدم المساس بجون الكويت.

بدوره، قال المهندس ابراهيم الجليجل ان المشروع يشمل معبرا ملاحيا مخصصا لعبور السفن إلى ميناء الدوحة بعرض 120 مترا، وبفراغ ملاحي 23 مترا من أعلى مد، ويشمل جسرا معلقا بالكابلات الفولاذية بارتفع 151 مترا يضاهي في ارتفاعه أبراج الكويت.

العتيبي: 11 محطة كهربائية بقدرة 11 كيلوفولت تخدم الجسر

قال الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع في وزارة الكهرباء والماء مطلق العتيبي نفتخر اليوم بافتتاح صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد جسر الشيخ جابر الأحمد أحد أكبر الجسور في الشرق والعالم، مشيرا إلى أن هناك 11 محطة كهرباء من فئة 11 كيلوفولت تخدم الجسر.

وأضاف العتيبي في تصريح صحافي ان استهلاك الجسر من الكهرباء يقدر بحوالي

12 ميغاواط يوميا، وتم تنفيذ الشبكة الكهربائية للجسر بالتنسيق مع الأشغال والهيئة العامة للطرق والنقل البري خلال السنتين الأخيرتين من عمر الإنشاء في مشروع الجسر.

وتابع: المحطات الثانوية الـ 11 منها 5 محطات أرضية، و6 محطات داخل الجسر، لافتا إلى أن الوزارة حرصت على إنجاز تلك المحطات في مواعيدها دون تأخير وتذليل كافة العوائق من خلال التعاون بين كافة الجهات المشاركة في هذا المشروع العملاق الذي من شأنه أن يخدم مدينة الحرير المستقبلية.

وتمنى العتيبي أن تشهد الكويت مزيدا من الإنجازات العملاقة التي من شأنها أن تنقلنا إلى «كويت جديدة» بسواعد أبنائها الذين أثبتوا قدرتهم على العمل والبناء والتشييد.

النقي: بوابة التنمية الجديدة للبلاد

قال رئيس مجلس ادارة هيئة الطرق والنقل البري بالانابة المهندس سعود النقي، إن مشروع جسر جابر يأتي في إطار الخطة التنموية المتكاملة للبلاد.

وأكد النقي في تصريح صحافي أن المشروع يعد بوابة التنمية الجديدة للبلاد، مضيفا أن الجسر «هو الشريان الذي سيربط مدينة الكويت بالحرير»، التي تعتبر مركزا ماليا وتجاريا مستقبليا.

جزيرتان ومساحات للاستثمار المستقبلي

قال المهندس فؤاد المسري ان المشروع يشتمل على جزيرتين صناعيتين بمساحة تقريبية 280 الف متر مربع، وتحتويان على مبان خدمية ومبان حكومية بالإضافة إلى مارينا ومساحات اضافية للاستثمار المستقبلي.

من جانبها، قالت المهندسة آلاء دشتي: بلغت كمية الخرسانة المستخدمة في المشروع 1.113 مليون متر مكعب، فيما بلغ إجمالي كميات حديد التسليح 184 ألف طن، واجمالي كمية الأسفلت 466 ألف طن.

وقالت المهندسة دلال الرويح: يشتمل المشروع على غرف للمراقبة وللتحكم المروري، وعلى 600 كاميرا متنوعة موزعة على امتداد الجسر لسلامة مرتادي الطريق وللتحكم في الانسيابية المرورية، ويشتمل الجسر على محطات وزن ثابتة، ومجسات لوزن الشاحنات العابرة على الجسر.

من ناحيته، قال المهندس علي باباجان: بلغ عدد فواصل التمدد على الجسر 237 فاصلا بطول 3800 متر، فيما بلغ عدد ساندات الجسر 2962 وحدة، كما بلغ اجمالي كمية الدفان للجزيرتين 20 مليون متر مكعب.

صاحب السمو كرّم ذوي الشهيدين تقي وميرزا

تفضل صاحب السمو بتكريم ذوي شهيدي الواجب م. يوسف تقي وحسن علي ميرزا.

كما تم عرض فيلم توضيحي عن مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه، وتقديم هدية تذكارية إلى صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد بهذه المناسبة. وغادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.