من المهم الربط بين رؤية الكويت 2035 ومشروع مدينة الحرير وتطوير الجزر للعلاقة الاقتصادية الوثيقة فيما بينها، مع الأخذ بعين الاعتبار الدور الذي ستؤديه هذه المشاريع في تنويع مصادر الدخل لدولة الكويت، والفرص الوظيفية التي ستصاحب هذه المشاريع، بالإضافة إلى تعزيز العوائد المالية التي يوفرها القطاع النفطي.

قد يكون من المهم الإشارة إلى المشاريع التي قامت بها الكويت نحو توفير البنى التحتية من شبكات طرق برية وجسور بحرية ومطار يتسع لحركة المسافرين والنقل الجوي، وميناء يعد الأكبر في المنطقة، وتطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية لإنجاح رؤية الكويت 2035.

Ad

وقد يكون من المهم التذكير بالمعوقات التي تعترض تنفيذ مشروع تطوير الجزر، وفي مقدمتها الوضع السياسي المشحون بين متخذ القرار واللاعبين الرئيسيين في القطاع الخاص من جهة، وبين الحكومة ومجلس الأمة من جهة أخرى، وما تشهده المنطقة خلال الفترة الماضية من تفاهمات سياسية واقتصادية في الإقليم قد تبعد أو تؤخر الكويت عن المنافسة الفعلية التي يقوم عليها مشروع الطريق والحزام، لذلك بات من الضروري تكثيف العمل بين القائمين على التنفيذ وبقية الأطراف المعنية.

من المناسب أيضا مشاركتكم في مداخلة الأخ العزيز الدكتور عطية الشمري، رئيس المكتب الثقافي السابق في المملكة الأردنية الهاشمية فيما يتعلق بالاستثمار البشري، واحتياجات سوق العمل، وربطهما بمخرجات التعليم، حيث أشار إلى صعوبة تصدي النظم التعليمية في العالم المعاصر إلى إعداد الطالب لدخول ميدان العمل مباشرة دون الحاجة إلى صقل المهارات والقيم والعلوم التي تلقاها بمؤسسات التعليم الجامعي والمهني في بيئة العمل الحقيقية.

ثم أكمل حديثه بضرورة الخروج من ضيق الأفق في التعامل مع قادم الأيام إلى الفضاء المليء بالأمل بتغير النهج السلبي الذي تعوّد عليه المجتمع خلال السنوات الماضية بسبب الحضور اللافت للحظوة الاجتماعية في الحصول على الوظائف ذات الكوادر والترقي الوظيفي، بدلاً من الكفاءة والعدالة الوظيفية.

الحقيقة التي على المجتمع تبنيها تكمن في إصلاح مؤسسات الدولة، ودعم أحد أقطاب القيادة العليا في تبني برامج إصلاح حقيقي يؤمن به ويقوم على تطبيقه بحزم وإصرار دون مجاملة إلا لمصلحة الكويت، ثم أردف حديثه بعبارة أوجعتني «البلد يغرق» من كيانات ليس لها حاجة فعلية والكثير من عملها مكرر وتقوم بها جهات أخرى.

انتهت مداخلة «بو سالم» هذا الشخص الأكاديمي ذو الخلق العالي، لكن آخر سطر لم أستطع إخراجه من ذهني، وكأن لسان حاله يناشدني بتوجيه هذه الجملة إلى رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وإلى النائب الأول الشيخ ناصر صباح الأحمد بضرورة وضع النقاط على الحروف، وأن الإصلاح الحقيقي يبدأ بتنظيف مؤسسات البلد من القيادات الضعيفة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

ودمتم سالمين.