* هل التواصل بين جيل القدامى والشباب لا يزال قائماً؟

- البريكي: الكويت تعتبر "هوليوود الخليج" بسبب وجود العمالقة الذين أسسوا الفن المسرحي، ومن ثم الإذاعي والتلفزيوني والسينمائي، لذلك أصبحنا بوجود هؤلاء الأعمدة منهم الأحياء ومنهم من توفاه الله من كتّاب ومخرجين وممثلين.

Ad

بعد زيارتي لدول الخليج عام 2004، وبرحيل الأعمدة والمخضرمين، دار التساؤل التالي: من سيحمل راية الكويت عاصمة الفن الخليجي، والتنافس عربيا؟ لكنني اليوم مطمئن جداً، بعد مشاهدة وجوه شبابية جديدة ومثقفة، لا سيما الموجودين في المسرح النوعي، هم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وعلى إلمام بالقضية الفنية، والتخصص الفني، إضافة إلى الغيرة على الفن المسرحي الكويتي الأصيل.

وعندما ذهبت إلى الإمارات والبحرين والسعودية، لمست ثمة فجوة بين الأجيال، وهي ليست موجودة في الكويت، فالتواصل والتعاون قائمان بين المخضرمين والشباب من خريجي المعهد، والشباب قادرون على حمل راية الفن، كما ستعوّل الدولة عليهم كثيراً، في حمل تلك الأمانة، التي زرعها كبار الفنانين في الكويت.

* ماذا عن تجربة عرض "ودي أتكلم" في الرياض والبصرة؟

- بهبهاني: نحن في مؤسسة "آرتست" نتشرف بهذه التجربة، ومن عمل معنا وتم اختياره في الفيلم الروائي الطويل "ودي أتكلم"، جميعهم يتمتعون بخبرة وباع طويل في مجال الدراما، وبالنسبة إلى كون عملنا أول فيلم كويتي يعرض في السعودية، فإنه شرف كبير لنا وسبق فني، وهذا الإنجاز يعود إلى كل من شارك معنا في هذا المشروع السينمائي، أما الإنجاز والسبق الثاني فهو أن يكون أول فيلم كويتي يعرض في العراق، في مجمع التايمز سكوير مول بمحافظة البصرة.

نتمنى أن يكون ما حققناه فاتحة خير لجميع زملائنا السينمائيين الكويتيين لتقديم أعمالهم في العراق والسعودية، وأن يتسع لهم المجال بعرض أفلامهم في مختلف بلدان العالم، ومن يستطع بدوره دخول شباك التذاكر المصري، نعتبر أنفسنا في هذا الإنجاز معه، لأنه سيكون مسجلا باسم الكويت أولاً. وهذا ما يهما كفنانين شباب رفع اسم البلد عاليا في كل المحافل الدولة.

أما تجربة البصرة فجميلة، وتم استقبالنا أنا والبريكي ومحمد الحملي بحفاوة كبيرة من أشقائنا في العراق، ونتمنى أن يتم التبادل الثقافي بين الكويت وكل دول العالم.

نجاح «ودي أتكلم»

* ما أسباب نجاح "ودي أتكلم" جماهيريا؟

- البريكي: لمسنا النجاح الجماهيري، منذ عرضه في صالات السينما الكويتية، لفترة طويلة، وكسره حاجز 6 أسابيع، محققا 10 أسابيع، إضافة إلى عرضه في الخارج، في السعودية والبحرين والإمارات وقطر، وكان إقبال الجمهور السعودي على الفيلم كبيراً، في صالة "سينما فوكس" في الرياض، وكذلك في البصرة، حيث الرغبة بين الطرفين الكويت والعراق في إقامة أعمال فنية وثقافية مشتركة، وكسر الجمود الفني، وكانت المبادرة من خلال "ودي أتكلم"، وبرعاية ومباركة السلك الدبلوماسي ووزارة الخارجية في الكويت والعراق.

فالفيلم نتاج جهود جميع السينمائيين، وليس "آرتست" فقط، التي نجحت في كسب ثقة الجمهور الكويتي الواعي بالفيلم الكويتي، كما أن المعايير الفنية ساعدتنا أيضاً، وحسن اختيار الشركة المتنتجة للمخرج وللنص وموضوعه، ومن يتصدى لتنفيذه وتجسيد شخوصه، بدءاً من اسمي وكل زملائي وزميلاتي في العمل، فقد كانوا من أسباب النجاح، لذلك ستكون الخطوة القادمة صعبة علينا، لأن المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة بعد هذا الإنجاز الرائع، ولا أخفيك سراً، فإن الاجتماعات تتواصل ومستمرة بيني وبين المنتجين الأخوين صادق وعبدالعزيز بهبهاني من أجل الإعداد لمشروعنا السينمائي المقبل، والمحافظة على المستوى نفسه، خاصة بعد دعم وثقة الجمهور الكويتي بنا، ولا ننسى مؤازرته لنا، واستطعنا بعد الإقبال الجماهيري عليه في الكويت، أن نعرضه خارج البلاد، محققين الإنجازات الأخرى.

مهرجان «العين»

* ما أسباب مشاركة الفيلم في مسابقة مهرجان العين السينمائي؟

- بهبهاني: بعد النجاح الجماهيري لـ "ودي أتكلم"، ارتأينا المشاركة به في الدورة الأولى لمهرجان العين السينمائي بدولة الإمارات، والمنافسة على جائزة أفضل فيلم، وكذلك البريكي على جائزة فردية، وهي أفضل ممثل، من خلال مسابقة "الصقر الخليجي"، إنها فرصة لمعرفة آراء المتخصصين في صناعة السينما، فهدفنا الاستفادة من وجهات نظر النقاد السينمائيين، وعرض ما وصل إليه الفن السينمائي الكويتي، حيث يدور التساؤل التالي: هل توقفت السينما الكويتية عند "بس يا بحر" الذي حقق 9 جوائز عالمية للمخرج القدير د. خالد الصديق؟ إن جهودنا ومحاولاتنا الشبابية هدفها استمرارية السينما الكويتية. كما نطمح لتحقيق الجوائز لأن الإنجاز ليس شخصياً، وإنما سيسجل باسم الكويت، كما سنشارك في مهرجانات أخرى إن شاء الله.

* ماذا تقول بمناسبة منحك شهادة تقدير في مهرجان الكويت السينمائي الثاني؟

- البريكي: كم جميل بعد هذا المشوار الفني أن يأتيك التقدير من المهرجان، عن دوري في فيلم "عتيج"، لكنني سمعت عن هذه الشهادة التي لم أتسلمها حتى اليوم.

* هل تتجه النية لاستثمار فريق "ودي أتكلم" في أعمال أخرى؟

بهبهاني: هذا صحيح، لأن ما يميز هذا الفريق، التناغم الفكري، وعلى قلب واحد.

البريكي: أؤيد الشللية الإيجابية، أو الفرق التي تسير في الطريق السليم، التي تتناسب مع فكري الفني وعطائي، وتقديم عمل محترم شكلا ومضموناً، مثل ما حصل معي والأخوين بهبهاني، كمثلث جميل في "ودي أتكلم"، وثمة مثال آخر لفريق رائع كان يعمل بإيجابية هو وداد الكواري وأحمد المقلة والراحل عبدالعزيز جاسم. في الوقت نفسه إنني أرفض الشللية التي تدعو إلى التطرف والتحزب والاحتكار، لأن الفن حر.

* كلمة شكر... إلى من توجهها؟

- بهبهاني: أشكر القنصل العام لدولة الكويت في البصرة السفير ابداح الدوسري، على رعايته وحضوره الفيلم، والقنصل العراقي لدى الكويت عمار الصافي، والأخ صلاح الحاتم من الكويت، وهو صاحب المبادرة والمنسق العام للرحلة من الكويت إلى العراق، ولولاه لما عرضنا العمل هناك، فقد استطاع مد الجسر بين الثقافتين الكويتية والعراقية عبر هذا الفيلم.

- البريكي: والشكر موصول إلى المستشارين وائل البكر وضويحي الرشيدي، على جهودهما في تذليل أمور كثيرة والترتيبات. وأوجه رسالة إلى إخواننا السينمائيين، اليوم كسبنا السوق في العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، نتمنى منكم العمل على رفعة السينما الكويتية وانتشارها، من خلال الاهتمام بالجودة، والاختيار الصحيح للمواضيع، وعدم التقيد بمدارس سينمائية لا تمت لنا بصلة، فنحن لنا طابعنا الخاص وبيئتنا وثقافتنا، ويسعدنا أن ينجح أي فيلم لكم.