قبل أسبوع من سريان أشد حلقات العقوبات الأميركية التي تهدف إلى خنق الاقتصاد الإيراني وحرمانه عائدات النفط بشكل تام، تمسك قادة طهران بموقفهم الرافض لتقديم أي تنازلات في ملفات البرنامج النووي والتسلح الصاروخي ودعم الجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة، مطلقين عدة رسائل حملت طابعاً حربياً قد تجر المنطقة إلى صِدام مع احتمال حدوث احتكاك بين بحرية «الحرس الثوري» والأسطول الأميركي بمياه الخليج.

ورغم تأكيد واشنطن أنها لا تخطط لشن عمل عسكري وتعول على خنق إيران اقتصادياً من أجل إرغامها على إبرام معاهدة شاملة، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أميركا إلى التفاوض مع «الحرس الثوري» إذا أرادت دخول مضيق هرمز الاستراتيجي الرابط بين الخليج وبحر العرب، معتبراً أن الممر المائي تحت حماية هذه المؤسسة التي صنفتها واشنطن منظمة إرهابية أخيراً.

Ad

وذكّر ظريف بتهديد قادة بلاده بإغلاق المضيق إذا نجحت عقوبات واشنطن في «تصفير» صادراتها من النفط أمام إمدادات الطاقة من دول الخليج، معتبراً أن «إبقاء هرمز مفتوحاً يصب في مصلحة الأمن القومي للجمهورية الإسلامية».

وبينما شدد على أن البيت الأبيض يتبع «سياسات خطيرة جداً» تجاه بلاده، شكك في أن الرئيس دونالد ترامب يريد خوض حرب، واصفاً انصياع الدول للعقوبات الأحادية الأميركية بـ «القسري».

ولفت إلى أن الحكومة الإيرانية ستجد مشترين جدداً للنفط، محذراً واشنطن من تداعيات إذا اتخذت أي «إجراءات مجنونة» لعرقلة المبيعات عبر هرمز.

في موازاة ذلك، أكد الرئيس حسن روحاني، في اجتماع الحكومة، أن بلاده دائماً تفضل التفاوض، لكنها مستعدة للحرب.

وادعى روحاني أن الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين بعث رسالة إلى طهران للحصول على دعمها من أجل احتلال الكويت وقطر وأجزاء من السعودية والإمارات، معتبراً أن الرياض وأبوظبي مدينتان ببقائهما لطهران التي رفضت مساندته.

وفيما يبدو أنه إغلاق لباب أي محدثات جديدة بين البلدين، وضع روحاني شروطاً لأي تفاوض، تضمنت «إلغاء جميع العقوبات، والاعتذار إلى إيران بسبب الإجراءات غير القانونية، والاحترام المتبادل»، مضيفاً، في إشارة إلى ترامب، أن إيران لا تفاوض «بلطجياً يريد فرض التفاوض بالقوة»، لأن مثل هذا التفاوض سيكون بمثابة «قبول الذل والاستسلام».

بدوره، توعد المرشد الأعلى علي خامنئي بعدم مرور الخطوة الأميركية، التي قضت بإلغاء إعفاءات سمحت لـ 8 دول بشراء النفط الإيراني من دون رد، وتعهد بـ«عدم الاستسلام»، وبالاستمرار في بيع احتياجات بلاده من الخام الأسود. وتزامن ذلك مع إطلاق القائد الجديد لـ«الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي دعوة، في أول خطاب بعد تعيينه، لتوسيع نفوذ إيران خارج المنطقة «لئلا تبقى أي نقطة آمنة للعدو حول العالم».