"وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً". (النساء، 112). من أكبر الذنوب عند الله أن يرتكب إنسانٌ ذنبا ثم ينسبه إلى إنسان بريء ليحمله وزر ذلك الإثم، وهذا ما قام به مع كل أسف رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج عندما اتهم الجيش الوطني الليبي بقصف الأحياء السكنية الآمنة بصواريخ غراد، ولكن الحقيقة التي يعرفها الكثير من أهل طرابلس أن ميليشيات مسلحة هي من قام باستهداف المدنيين بشكل عشوائي، وتسبب في تدمير عدد من المساكن، وقتل المدنيين الأبرياء بهدف تشويه سمعة الجيش الوطني الليبي وقيادته والدور الوطني الذي يقوم به في محاربة الإرهاب، وتوحيد الدولة الليبية وتطهيرها من الميليشيات.

من غير المستبعد أن تكون تلك الجريمة البشعة والمنكرة تمت بإيعاز من جماعة الإخوان، ظناً منهم أن العالم قد تنطلي عليه تلك الأكاذيب، ومن ثم سينظر إلى حفتر على أساس أنه إرهابي وقاتل الأبرياء، ومن ثم سيفقد تأييد الرأي العام، ولكن الرأي العام كان أذكى منهم، وللدول الكبرى مخابراتها القوية، فسرعان ما تبينت لها الحقائق، فأعلنت تأييدها لموقف الجيش الليبي.

Ad

ويتضح لنا التأييد الأميركي للجهود التي يبذلها القائد العام للجيش الليبي في محاربته للإرهاب وتحرير العاصمة الليبية من ميليشيات الإخوان والعصابات الإجرامية المتحالفة معهم، من خلال إعلان البيت الأبيض فحوى المكالمة التي تمت بين الرئيس الأميركي والقائد العام للجيش الوطني الليبي، فجاء الموقف الأميركي في بيان صادر عن البيت الأبيض وليس في تغريدة للرئيس كالعادة، وهذا يؤكد أنه موقف منسجم مع جميع أركان الإدارة الأميركية.

ويتضح من خلال ذلك البيان رضا الإدارة الأميركية عن الجهود التي يبذلها المشير حفتر، وذلك من خلال الصفات التي أسبغها على المشير حفتر، وذلك عندما وصفه بقائد الجيش، وأثنى على دوره في مكافحة الإرهاب، كما يتضح التأييد الأميركي لجهود حفتر من خلال الموقف الأميركي الذي انضم إلى الموقف الروسي في مجلس الأمن لرفض الورقة البريطانية التي تطالب بوقف الحرب في ليبيا.

فروسيا والولايات المتحدة تريدان أن يكمل الجيش الليبي مهمته لتطهير ليبيا من الإرهاب، أما تعاطف البريطاني مع الإخوان فليس مستغرباً ولا جديداً، إذ يتضح من تاريخ نشأة الإخوان أنهم برزوا في مدينة الإسماعيلية بالقرب من القاعدة البريطانية زمن الاحتلال الإنكليزي لمصر، وكانوا يتلقون المساعدات المالية من جيش الاحتلال، وما زالت العلاقة بين الإخوان والإنكليز غامضة.

فكثير من قيادة الجماعة يعيشون في إنكلترا وبعضهم فارون ومطاردون في بلدانهم، ولا تزال الحكومة البريطانية لم تبين موقفها في مسألة تصنيف التنظيم الدولي كجماعة إرهابية.