القضية ليست عداء وكرها في الصراع السياسي، بل هي اجتهاد وعمل من أجل الوطن، لذلك لا يمكن لعمل وطني أن يوصل أحدهم للفجور في خصومته، الأمر الذي ستنعكس نتائجه على الوطن والمواطنين دون أن يدرك المتخاصمون ذلك، لأن همهم الانتصار فقط، وبأي طريقة أو وسيلة ليثبوا أنهم الأقوى. هذا ما تسبب في تراجعنا، وجعل الساحة خالية لمؤسسة الفساد تسرح وتمرح مستفيدة من الصراعات السياسية العقيمة التي نشاهدها بين أطراف الصراع التي فجرت في خصومتها، وكأنهم أعداء لا أبناء وطن واحد، وانشغلوا في بعضهم بدلاً من انشغالهم في الإصلاح وتوحيد الجهود لمحاربة الفساد الذي أقر وجوده كل الأطراف المتخاصمة. كمواطنين لا علاقة لنا بالصراعات التي أصبحنا والوطن ضحية لها ولأطرافها، وإن كنا سببا في استمرارها وتشجيع أطرافها عبر اختياراتنا التي أخذت طابع القبلية والفئوية والطائفية على حساب الوطنية التي نتغنى وأطراف الصراع بها دون أن نجعلها مبدأ نؤمن به ونطبقه. شخصياً لا أفهم سبب استمرار هذا الصراع المدمر والفجور به، كما لا أفهم سبباً لاستمرار الفساد رغم إقرار الطرفين به، وتأكيد وجوده وخطورته وتركه ينتشر بصورة مخيفة كي يحقق الطرفان نزواتهما وغرورهما في الاستمرار بصراع طفولي سمح للمفسدين أن يتحركوا بسهولة ويسر لتحقيق مصالحهم على حساب مصلحة الوطن والمواطنين، لذلك عناد أطراف الصراع ستكون عواقبه على الجميع بمن فيهم المتصارعون، والكاسب الوحيد هو مؤسسة الفساد.

يعني بالعربي المشرمح:

Ad

لماذا كل هذا العناد وأنتم أبناء وطن واحد، وصراعكم أثبت عبثه، واستمراره أثبت فشله، وأضراره طالت الوطن والمواطن، ومكّن مؤسسة الفساد من العبث بمقدرات الوطن والاستحواذ على خيراته، وتسبب في تعطيل تنميته وازدهاره، وجعل منا أضحوكة لمن كان ينظر لنا بعين القدوة الحسنة في البروز والنجاح في جميع الميادين والمجالات، فهل تعقلون حتى تنهوا صراعكم الطفولي وتوحدوا جهودكم لمحاربة الفساد وتنقذوا وطنكم من هذا التدهور السريع؟