في ظل ارتفاع عدد القتلى إلى 205 والمصابين إلى 913 خلال أسبوعين، توسعت المعارك الدامية المستمرة في ليبيا بين «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج لتشمل المنطقة الجنوبية، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي.

وبعيد إعلان قوات حفتر تعرضها لهجوم مسلح في قاعدة «تمنهت» الجوية قرب مدينة سبها، الرئيسية في جنوب ليبيا، أعلنت حكومة الوفاق المعترف بها دولياً السيطرة على القاعدة.

Ad

وقالت عملية «بركان الغضب»، التي أطلقتها حكومة الوفاق رداً على إعلان حفتر معركة كبرى للسيطرة على طرابلس، إن «قوة حماية الجنوب التابعة لمنطقة سبها العسكرية تطارد فلول عصابات المتمرد في قاعدة تمنهنت العسكرية». وأضافت أن» قوة حماية الجنوب تسيطر على 15 آلية عسكرية تابعة لميليشيات الانقلابي المتمرد في قاعدة تمنهنت العسكرية».

في المقابل، أعلن «الجيش الوطني» أن مرتزقة تشاديين هاجموا القاعدة.

وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أواخر 2011 انقساماً حاداً في مؤسسات الدولة، بين الشرق، الذي يديره مجلس النواب والجيش بقيادة حفتر، والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة السراج المعترف بها دوليا، والتي لم تحظ بثقة البرلمان.

وفي موازاة الحرب الدائرة في جنوب طرابلس، تحتدم المعارك على شبكات التواصل الاجتماعي. ويبقى «فيسبوك» الوسيلة الأولى للاطلاع على الأخبار بالنسبة إلى السكان، رغم غياب الضمانات حول صدقية ما ينشر عبره.

ويدرك طرفا النزاع أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، ويمسك بعض مقاتليهم السلاح بيد، وهاتفاً لتصوير ما يحدث باليد الأخرى.

وفي وقت سابق، اتهم المتحدث باسم قوات الوفاق محمد قنونو أنصار حفتر بـ «التسلل لبعض المناطق والتقاط صور ثم الانسحاب»، ليعلنوا لاحقاً السيطرة على موقع عسكري أو حي.

وبات كل شيء مباحاً لضرب مصداقية «العدو» أو ضرب معنوياته. واضطر قائد طائرة مقاتلة أميركي هذا الأسبوع لنشر فيديو يمسك فيه صحيفة أميركية تحمل تاريخ صدورها لنفي وجوده في ليبيا حيث صار مشهوراً رغماً عنه. وتم تداول صورة له في طائرة مقاتلة ليبية عدة أيام من جانب أنصار حفتر لاتهام حكومة الوفاق باللجوء لخدمات «مرتزقة لقصف ليبيين».

واستخدم المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري هذه الصورة التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في مؤتمراته الصحافية.

وراجت عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي ثلاثة أشرطة فيديو في الوقت نفسه ومن المكان نفسه من الجبهة، لكن مع روايات مختلفة تماماً.