قبل مشاركته بمحادثات في روما مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ووزير الداخلية ماتيو سالفيني ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، حذر نائب رئيس الوزراء الليبي أحمد معيتيق أوروبا من إجراء مفاوضات مع قائد "الجيش الوطني" خليفة حفتر، متوقعاً وقوع حرب أهلية على غرار ما يحدث في سورية.

وقال معيتيق، لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، أمس، "حفتر يبيع لأوروبا والعالم فكرة أنه يحارب الإرهاب، لكنه سيتسبب بدلاً من ذلك في حرب أهلية تستمر 30 عاماً وفي سيطرة تنظيم داعش على مدى 30 عاماً وفي الخراب مدة 30 عاماً".

Ad

ووصف معيتيق حفتر بـ"الخائن"، الذي يقتل المدنيين ويقصف العاصمة طرابلس، التي تشهد منذ أسبوعين مواجهات بين قواته والفصائل الموالية لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً برئاسة فايز السراج.

وعلى الأرض، أعلن المتحدث باسم "الجيش الوطني" أحمد المسماري تقدم قوات حفتر إلى طرابلس من سبعة محاور من الجنوب، مشيراً إلى أن سلاح الجو استهدف تدمير أسلحة وذخائر تابعة لحكومة الوفاق في منطقة الكريمية ومحيط منطقة خزّانات النفط الرئيسية بطريق المطار، وكذلك في مناطق عين زارة وتاجوراء ووادي الربيع.

وأفاد بأن العمليات الجوية تهدف إلى دعم القوات البرية التي تتقدم على 7 محاور، وخصوصاً محوري عين زارة وتاجوراء القريبة من طرابلس من ناحية الأحياء السكنية.

وأقر المسماري بسقوط طائرة تابعة لحفتر من طراز ميغ 21 بإصابة غير مباشرة من صاروخ، وأن الطيار تمكن من القفز وهو بصحة جيدة، متهماً

القوات الجوية التابعة للسراج باستهداف مدنيين عبر قصف منزل في منطقة سيدي السايح أدى لوفاة عائلة، واستهداف شركة في منطقة قصر بن غشير، نتج عنه مقتل 4 أشخاص من العمالة السودانية الوافدة إلى ليبيا.

وفي وقت سابق، أبدى السراج انزعاجه من عدم انعقاد المؤتمر الجامع الذي كان مقرراً أن تبدأ جلساته، أمس الأول، في مدينة غدامس قبل تأجيله لموعد غير مسمّى بسبب الحرب التي نشبت جنوب طرابلس في الرابع من الشهر الجاري ومازالت مستمرة، معرباً عن تخوّفه من استغلال عناصر إرهابية ومتطرفة للحرب الدائرة والعبث بأمن واستقرار ليبياً.

وقال السراج، خلال زيارته لغرفة العمليات المشتركة، "الحرب ليست بين شرق ليبيا وغربها مثلما يحاول البعض التسويق لها من أجل إذكاء الفتنة وإثارة الفرقة، بل سببها مطامح فردية للتسلط ، لكن على الباغي تدور الدوائر"، مضيفاً: "نحن دعاة سلام ومسعانا كان دائماً الحوار والتوافق، لكننا جاهزون للدفاع عن وطننا وأهلنا وعاصمتنا وجميع مدننا".

وفي بنغازي، استهدفت سيارة مفخخة في منطقة سيدي خليفة شرق المدينة الخاضعة لسيطرة حفتر، أمس، آمر جهاز مكافحة الإرهاب العقيد عادل مرفوعة.

وقال محللون، إن نجاح هجوم طرابلس يعتمد أكثر على قدرة حفتر على كسب ولاء الميليشيات المحلية منه على القدرات العسكرية لقواته.

وللإشارة فإن الميليشيات والجماعات المسلحة في الغرب الليبي ليست متجانسة ولا تدعم بذات الطريقة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً ومقرها طرابلس.

ويرى ماتيو غودير، الخبير في شؤون الدول العربية لوكالة فرانس برس أنه يتوجب على حفتر أن "يستوحي من النظام الذي وضعه (الزعيم السابق معمر) القذافي للسيطرة على الأراضي فترة مستدامة وإلا ليس لديه أي فرصة لإعادة توحيد البلاد تحت مظلة حكومة واحدة".

وقال آندرياس كريغ، الباحث في مجال الدفاع في كينغز كولدج في لندن، إن "خطأ حفتر الرئيسي كان التقليل من شأن كتائب مصراتة القوية (200 كلم شرق طرابلس) واستعدادها للقتال ليس بالضرورة لمصلحة حكومة الوفاق ولكن ضد حفتر".