بعد سبع سنوات من لجوئه إلى سفارة الإكوادور، أوقفت الشرطة البريطانية أمس مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، موضحة أنها مضت قدماً في اعتقاله بناء على أمر قضائي يعود إلى يونيو 2012 صادر عن محكمة وستمنستر، فضلاً عن طلب الولايات المتحدة تسلمه.

وعلى الفور، دانت محكمة وستمنستر الأسترالي البالغ من العمر 47 عاماً، الذي نشر أكثر من 10 ملايين وثيقة متعلقة بالمجالات العسكرية والمالية والترفيه والسياسة، بخرق شروط إطلاق سراحه، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن عاماً واحداً.

Ad

وظهر أسانج أمام المحكمة مرتدياً سترة سوداء، ورفع إبهامه إلى الأعلى وبدا كأنه يحمل كتاباً، وبحسب شريط فيديو لعملية اعتقاله، أخرج أسانج، الذي ظهر بشعر ولحية يعلوهما الشيب، وعليه أثر تقدم السن، من مقرّ سفارة الإكوادور برفقة ستة رجال شرطة بلباس مدني، وأمكن سماعه وهو يردد عبارة «على المملكة المتحدة أن تقاوم!».

لندن تعتقل أسانج وتتعهد للإكوادور بعدم تسليمه لواشنطن

وقبل سحب الجنسية، التي منحها له عام 2017، دافع رئيس الإكوادور لينين مورينو عن قرار سحب حق اللجوء من أسانج باعتباره «حقاً سيادياً»، مؤكداً أن ذلك تلا ضمانات مكتوبة من لندن بعدم ترحيله إلى بلد قد يواجه فيه خطر عقوبة الإعدام، التي لا تزال تطبّق في الولايات المتحدة.

وأثنت رئيسة الوزراء تيريزا ماي وكذلك وزيرا الداخلية ساجد جاويد والخارجية جيريمي هانت، على سماح الإكوادور بتوقيف أسانج، مؤكدين أنه «لا أحد فوق القانون».

من جهتها، سارعت وزارة العدل الأميركية إلى نشر لائحة اتهامها لأسانج للمرة الأولى، موضحة أنه وافق على مساعدة المحللة السابقة بالاستخبارات تشيلسي مانينع في الحصول على كلمة سر تسمح لها بالوصول إلى آلاف الوثائق المصنفة معلومات عسكرية سرية، وتتعلق بتحركات الجيش في أفغانستان والعراق «بهدف نشرها على موقعه».

أما موسكو فاتهمت لندن بـ«خنق الحرية»، بينما اتهم الرئيس السابق للإكوادور رافاييل كورييا خلفه لينين مورينو بـ«الخيانة»، في حين رأت مقررة الأمم المتحدة للاعتقالات التعسفية أغنيس أن أسانج أمام «خطر حقيقي بخرق حقوقه الأساسية».

وإثر توقيف أسانج، ردّ مؤيدوه مباشرة وتحركوا مستنكرين قرار الإكوادور بسحب حق اللجوء منه، ونددوا بشروط اعتقاله داخل السفارة، في وقت ندد «ويكيليكس»، في حسابه على «تويتر»، بإنهاء الإكوادور «بشكل غير قانوني اللجوء السياسي الممنوح لأسانج» متهماً إياها بخرق القانون الدولي «بدعوة» الشرطة البريطانية إلى مقر سفارتها من أجل توقيفه.

وعلّق المحلل السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، اللاجئ في روسيا لاتهامه بالخيانة العظمى، على توقيف أسانج بالقول إنه «يوم أسود لحرية الصحافة».

ولجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور في لندن عام 2012 لتفادي ترحليه إلى السويد، حيث تتهمه امرأة باغتصابها في 2010، وأكدت محاميتها إليزابيث ماسي أمس أنها ستطلب إعادة فتح التحقيق في القضية، بعدما أغلق عام 2017.