في رسالته السنوية إلى مساهمي بنك «جي بي مورغان» تناول جيمي ديمون، رئيس البنك ومديره التنفيذي قضايا متعددة تتعلق بأعمال البنك ومنظوره إزاء الاقتصاد وخصوصاً ما يتعلق بالقروض التي تقدم إلى الطلاب.

وكتب ديمون في رسالته السنوية يقول، إن «إقراض الطلبة غير المنطقي، والتكاليف المرتفعة للدراسة في الجامعات، وأعباء سداد القروض الدراسية بات قضية مهمة، ووصل تأثير ديون الطلبة الآن إلى تهديد ائتمان الرهونات العقارية وتكوين الأسر، ويقدر أن زيادة تبلغ 1000 دولار في ديون الطلبة من شأنها تخفيض معدلات تملك المنازل الجديدة بنسبة 1.8 في المئة، وتظهر البحوث الحديثة أن أعباء ديون الطلاب بدأت الآن بالتأثير على الاقتصاد».

Ad

أحدث الإحصائيات

وتظهر أحدث إحصائيات قروض الطلاب في سنة 2019 مدى خطورة ما آلت اليه أزمة ديون الطلاب بالنسبة إلى المقترضين من كل المجموعات الديمغرافية والعمرية.

وفي الولايات المتحدة منفردة يوجد أكثر من 44 مليون مقترض وهم مدينون بنحو 1.5 تريليون دولار من القروض الدراسية. وقد أصبحت ديون الطلاب الآن الفئة الثانية الأعلى بين المستهلكين – بعد ديون الرهن العقاري وأعلى من بطاقات الائتمان وقروض السيارات. وبشكل وسطي يدين المقترضون من صف عام 2017 بـ 28.650 دولاراً. ويطرح جيمي ديمون 4 أفكار للمساعدة على تخفيف قروض الطلاب:

تناول ديمون أربع حلول لتحسين قروض الطلاب يعتقد أنها «سوف تفضي إلى إقراض الطلبة بشكل أفضل كثيراً وأكثر سلامة»:

1– « يتعين أن يكون لدينا برامج من أجل تحسين أعباء قروض الطلبة السابقين». ولدى المدينين من الطلاب في الوقت الراهن عدة خيارات رئيسية لتسديد القروض:

• إعادة تمويل القروض

• تسديد بضمانة الدخل

• دمج القروض المباشرة

• الإعفاء من قروض الطلاب

وكان الرئيس ترامب اقترح أيضاً برنامجاً للإعفاء من قروض الطلاب يدعو، ضمن مقترحات أخرى إلى برنامج سداد مبسط مدفوعاً بالدخل وإعفاء المقترضين غير الخريجين من القروض. ويقترح الرئيس أيضاً إنهاء البرنامج 2 من إعفاء قرض الخدمة العامة «يستحسن أن يكون لدينا مقاييس التزام مصممة بشكل أفضل حول تقديم قروض الطلاب».

2 - تتعهد الحكومة الفدرالية في الوقت الراهن بكل قروض الطلبة الفدراليين. وكل مقترض بغض النظر عن ملف الائتمان – يتلقى معدلات الفائدة المحددة ذاتها. وذلك يعني أن المقترض الذي لديه رصيد ائتمان من 500 والذي لديه رصيد ائتمان من 800 يتلقيان معدلات الفائدة ذاتها عند الحصول على قروض فدرالية. (شركات الاقراض الخاصة تتعهد بقروض الطلاب بصورة مختلفة إزاء هؤلاء المقترضين – وسوف يتلقى المقترضون هؤلاء معدلات فائدة مختلفة – تعتمد على الخطر المالي بين العوامل الأخرى).

وعندما يتلقى المقترضون معدلات الفائدة نفسها ولكن لديهم ملفات ائتمان وأخطار مختلفة قد يكون خطر التخلف عن السداد أعلى بالنسبة إلى المقترض الأضعف في ملف الائتمان. وهذا يجعل الحكومة الفدرالية عرضة لعجز سداد قرض الطلاب الذي يتحمله بشكل فعلي دافع الضرائب. والسؤال هو هل تغير الحكومة الفدرالية خطوطها الإرشادية في التعهد والممارسة؟

3 – ازداد الإقراض الحكومي المباشر إلى الطلاب بنسبة نحو 500 في المئة خلال السنوات العشر الماضية – ولم تكن كلها عمليات إقراض مسؤولة. وإضافة إلى تقديم معدلات الفائدة نفسها إلى كل المقترضين شكك البعض في كمية الإقراض الفدرالي إلى الطلبة. وكما لا حظ ديمون فإن الإقراض الحكومي المباشر إلى الطلاب ازداد حوالي 500 في المئة خلال الأعوام العشرة الماضية. وقبل عهد إدارة أوباما كانت البنوك والمؤسسات المالية تستطيع تقديم قروض طلبة فدرالية. وعلى أي حال، تصدر كل قروض الطلبة الفدرالية من قبل الحكومة الفدرالية ما يعني أن البنوك تصدر فقط قروض الطلبة الخاصة.

ويجادل أنصار هذه الفكرة بأنه كلما ازداد إصدار المزيد من قروض الطلبة من جانب الحكومة الفدرالية كلما ازداد احتمال تخلف الطلاب عن السداد الذي قد يكلف دافع الضرائب المال. ويجادل معارضو الفكرة بأن توسيع الإقراض الفدرالي إلى الطلاب يساعد على خلق مزيد من قدرة الوصول إلى تعليم أعلى وخاصة بالنسبة إلى المقترضين من ذوي الدخل الأدنى.

4 – سوف يكون مصدر مساعدة إلى الحكومة الكشف عن برامج إقراض الطلاب كما لو أنهم موضع مساءلة مثل البنوك. ويدعو ديمون إلى زيادة الإفصاح عن برامج إقراض الطلاب من الحكومة بالتساوي مع البنوك.

ولا يساعد هذا فقط في خلق الشفافية بالنسبة إلى المستهلكين بل يجعل الحكومة الفدرالية مسؤولة عن تعهداتها وعملياتها في الاقراض.

الأفكار النهائية

بينما تناقش واشنطن مستقبل التعليم العالي وقروض الطلاب لا يزال على الطالب أن يسدد قرضه. والطريق إلى «لا مزيد من قروض الطلاب» يمكن أن يكون أكثر قرباً مما تظن. وعليك تقييم الخيارات الأربعة الأولية واختيار المسار الأفضل لتسديد قرضك بصورة أسرع.

* زاك فريدمان

*(مجلة فوربس)