من دون توجيه اللوم لأي طرف، وفقاً للقواعد الدولية المتبعة مع حوادث الطيران، قدمت وزيرة النقل الإثيوبية داغماويت موغيس، أمس، أول تقرير رسمي عن كارثة طائرة الخطوط الجوية المنكوبة، موضحة أن «الطيار ومساعده اتّبعا الإرشادات اللازمة لطائرتهما «بوينغ ماكس 8» قبل أن تتحطّم في 10 مارس الماضي، وتتسبب في مقتل جميع ركّابها الـ149 وأفراد طاقمها الثمانية.

ودون تقديم تحليل مفصّل عن الرحلة، وهو الأمر المتوقع لأنه يستغرق أشهراً عدة قبل صدور التقرير النهائي في غضون عام على الأقل، قالت موغيس، في مؤتمر صحافي عقدته بالعاصمة أديس أبابا، إن «الطاقم نفذ جميع الإجراءات التي كانت تقدمها الشركة المصنعة بوينغ، لكنه لم يتمكن من التحكم في الطائرة»، عندما هبطت هبوطاً حاداً بشكل متكرّر بعد 6 دقائق من إقلاعها من أديس أبابا متّجهة إلى نيروبي.

Ad

وفي مؤشر واضح على مجال تركيز المحققين الإثيوبيين، برّأ التقرير الطيار ومساعده من استخدام إجراءات غير صحيحة، وأصدر توصيتين لشركة «بوينغ» المصنعة للطائرة وللجهات التنظيمية.

وأشار التقرير الأولي إلى أن «بوينغ راجعت نظام التحكم في الطائرة، وأن سلطات الطيران أكدت أن المشكلة جرى حلّها قبل الموافقة على عودة هذا الطراز للطيران»، مثيراً بذلك مزيداً من الشكوك حول نظام التحكم المستخدم في طائرة «بوينغ ماكس 8» التي تم منع تحليقها في أرجاء العالم.

وبينما قالت موغيس: «نظراً لملاحظة تكرار هبوط مقدمة الطائرة، يوصى بمراجعة نظام التحكم في الطائرة من جانب الشركة المصنعة»، ذكرت «الخطوط الجوية الإثيوبية» أن طاقمها اتبع الإرشادات اللازمة للتعامل مع حالة طوارئ صعبة.

ولم تفصح الوزيرة عن تفاصيل ما جرى في قمرة القيادة في الدقائق الحاسمة والقاتلة الأخيرة، لكنّها أشارت إلى أن الإقلاع «بدا طبيعياً جداً»، وأن كل أعضاء طاقم القيادة لديهم المؤهلات المطلوبة لتشغيل الطائرة.

ومع ذلك قد يثير التقرير، الذي أعلنت «بيونغ أنها ستدرسه، جدلاً مع الشركة بشأن كيفية تعامل الطاقم مع مشكلات نتجت عن بيانات معيبة من جهاز استشعار التدفق الهوائي، وخصوصاً فيما يتعلق بما إذا كان الطاقم ثبت وضع الطائرة قبل إغلاق برمجيات رئيسية.