وصلتني رسالة إلكترونية من الأستاذ أحمد الدويهيس، يفيدني فيها بأن حظرة "أم القشيد"، التي تحدثنا عنها في المقال الماضي، تقع في منطقة عشيرج شرق المدينة الترفيهية الحالية، وتوجد فيها أشجار أثل زرعها سيد ياسين الرفاعي، رحمه الله، واتخذها متنزهاً له لفترة طويلة.

ويضيف الأستاذ الدويهيس، أن هذه البقعة من منطقة عشيرج بني فوقها مركز للهجانة، لكنه اندثر مع مرور الزمن، ولم يبقَ فيها إلا مناصب الحظور، التي ثمنتها الحكومة في فترة سبعينيات القرن الماضي.

Ad

في مقال اليوم سنتناول وثيقة أخرى تتعلق بالحظور وأسمائها تعود إلى عام 1331هـ/1913م، ويرد فيها اسم جديد لحظرة كان يملكها الشيخ جابر المبارك الصباح حاكم الكويت الثامن.

هذه الوثيقة هي أيضاً من وثائق أسرة الختلان الكريمة التي أهدتني نسخة منها قبل سنوات عديدة، ونشرت بعضاً منها في كتابي "موسوعة الوثائق العدسانية الجزء الأول".

تقول وثيقة اليوم إن اثنين من الكويتيين شهدا أمام القاضي الشيخ محمد بن عبدالله العدساني، بأن الشيخ جابر المبارك الصباح باع الحظرة التي يملكها، والتي تسمى "أبا الطلح"، على محمد وحمدان شرار الختلان بمبلغ مئتي روبية. ووصفت الوثيقة موقع أبا الطلح، حيث ذكرت أنه يحدها من الغرب حظرة أخرى اسمها "طنانيب البريج"، ومن الشمال البحر، ومن الشرق "مسكر ابن دوّاس"، ومن الجنوب البر.

وورد تعليق في ذيل الوثيقة، أن حظرة أبا الطلح ثمنتها الحكومة بتاريخ 21/ 11/ 1982م، لكنها لم تشر إلى قيمة مبلغ التثمين.

وإليكم نص الوثيقة كما ورد:

"الحمد لله سبحانه

جرا كما ذكر لدي وأنا العبد الفاني محمد بن عبدالله العدساني

السبب الداعي إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد حضر لدي خليفة السنان ومنصور الخرقاوي، وشهد كل منهما لله تعالى بأن المكرم الشيخ جابر بن المكرم الشيخ مبارك الصباح قد باع منصب أبا الطلح المحدود قبلتا طنانيب البريج وشمالاً البحر وشرقاً مسكر ابن دوّاس وجنوباً البر باعه على حاملي هذا الكتاب محمد وحمدان أبناء شرار بن ختلان بثمن قدره وعدده مايتين ربية وسلم الثمن بتمامه وكماله المشترين محمد وحمدان المذكورين بيد البائع المكرم الشيخ جابر المزبور فكان بيعاً صحيحاً شرعياً، فبموجب ما ذكر صار المنصب المبيع المذكور مالاً وملكاً للمشترين محمد وحمدان المذكورين يتصرفون فيه بما شاؤ حتى لا يخفى حرا وحرر في 19 رمضان سنة 1331 هـ".