قالوا في الأمثال: «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرضى». فالصحة تعتبر من أثمن وأغلى وأعظم النعم، ولا يشعر بها إلا من فقدها، لذا يجب على المسلم أن يحمد الله ويشكره ليلا ونهارا على نعمة الصحة والعافية.

والصحة نعمة مغبون فيها كثير من الناس، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ».

Ad

ولأبين لكم أن الصحة غالية ولا تقدر بثمن إليكم الموقف التالي: «دخل على هارون الرشيد الوعاظ ابن السماك، فاستسقى هارون، فأتى بقلة فيها ماء مبرد، فقال هارون لابن السماك: عظني، فقال: يا أمير المؤمنين بكم كنت مشتريا هذه الشربة لو منعتها؟ فقال بنصف ملكي، فقال: اشربه هنيئا، فلما شرب قال أرأيت لو منعت خروجها من بدنك، بكم كنت تشتري ذلك؟ قال: بنصف ملكي الآخر.

فقال ابن السماك: إن ملكا قيمة نصفه شربة ماء، وقيمة نصف الآخر بولة، لخليق ألا يُتنافس فيه، فبكى الرشيد».

هارون الرشيد يدفع نصف ملكه لشربة ماء، ونصف ملكه الآخر لشربة الماء لو حبست في بدنه ولم تخرج من أجل صحته وعافيته، فمن منا لم يتعرض في حياته لوعكة صحية أو إجراء عملية جراحية أو فحوصات طبية بسبب عارض صحي ألمّ به. فيتجه إلى أقرب مستشفى من سكنه، بحثا عن العناية والرعاية الطبية الفائقة، وإذا استعصى علاجه في الكويت فإن حكومتنا الموقرة تقوم مشكورة بإرساله للعلاج في الخارج مع مرافق على نفقتها.

ومن اهتمام الحكومة بمواطنيها وبصحتهم فقد أعطت لكل متقاعد ومتقاعدة بطاقة عافية وهذه البطاقة صالحة للعلاج ولإجراء الفحوص الطبية في جميع المستشفيات والعيادات الخاصة، وبدورنا نتوجه بالشكر والتقدير لحكومتنا الرشيدة على اهتمامها بصحة المواطنين والمقيمين على أرضها وسلامتكم. وما تشوفون شر.

* آخر المقال: من أناشيد آخر الزمن الجميل نشيد «سلامتك»:

سلامتك سلامتك نود لك سلامتك

لأنك الإنسان تعمر الأوطان نود لك سلامتك.