اختتمت فعاليات مهرجان الكويت مركز عربي للنص المسرحي في دورته الرابعة بندوة حملت عنوان "هموم المسرح العربي إشكاليات وقضايا: عبدالحسين عبدالرضا نموذجا"، تحدث فيها د. عثمان عبدالمعطي ود. عمرو دوارة ود. مديحة إبراهيم ود. انطون بارا، بحضور رئيس المهرجان المخرج محمد الخضر.

واستهل الندوة د. عثمان بالحديث عن عبدالحسين، وكيف اختاره زكي طليمات مع نخبة من أبناء جيله ليحملوا راية المسرح في الكويت والخليج، فكان عبدالحسين قارئا نهما وكاتبا مبدعا ومخرجا متميزا وممثلا وفنانا قديرا وصل إلى النجومية باقتدار ومنتجا أصيلا.

Ad

ثم تطرق إلى مسرحية "باي باي عرب"، التي اشترى قصتها بوعدنان من الكاتب المسرحي المصري نبيل بدران، بعد أن أعجبته، وقرر إعادة إنتاجها وإضافة بصمته عليها، موضحا كيف حقق هذا العمل النجاح الكبير، مبينا أن عبدالحسين كان يكتب من نبض المجتمع، ويمنح الفرصة للمواهب الجديدة ويساندها.

اليوم العالمي للمسرح

بدوره، أبدى د. دوارة حزنه لأن اليوم العالمي للمسرح فقد بريقه، والهدف منه هو تجمع المسرحيين في كل أنحاء العالم، وإلقاء كلمة موحدة ومترجمة بكل لغات العالم، لكن حدثت تقسيمات وتشرذم مما أضر بهذه الوحدة المسرحية العالمية.

وأفاد بأن هناك 4 من المسرحيين العرب قاموا بإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي، وهم الأديب الكبير نجيب محفوظ، ثم المسرحي السوري الكبير سعدالله ونوس، والكاتبة المسرحية فتحية العسال، ثم سمو الشيخ د. سلطان القاسمي حاكم الشارقة.

وأوضح أنه كان ينتظر الكثير من رئيس الهيئة العالمية للمسرح محمد الأفخم باعتباره عربيا، وإقامة فعاليات وأنشطة تخدم المسرح العربي، لافتا إلى أن "المسرح اتجه للقطاع الخاص، ويقدم للأغنياء فقط، فنحن نعيش في عصر النجم الذي يستطيع تغيير المخرج والممثلين".

وأكد أنه لابد من تعويد الأطفال على الذهاب للمسرح لخلق جيل جديد يتعود على المسرح ويسانده، مضيفا أن كل الدول العربية فيها فنانون كبار وعلى مستوى عال، لكن مصر تتميز بجمهورها الذي يجعل خشبات المسارح مضاءة طوال العام، فالعروض لا تتوقف، وهذا ما تفتقده الدول العربية وبعض العروض يستمر سنوات طويلة.

المسرح المدرسي

من جهتها، أكدت د. إبراهيم أهمية المسرح المدرسي ومسرحة المناهج، وكيف يمكن أن تكون المناهج سهلة ومحببة للأطفال من خلال مسرحتها، "فالمسرح قادر على نقل المضامين التربوية والاجتماعية للأطفال بأساليب بسيطة لكن تأثيرها كبير على أطفالنا، لأنه يثير مخيلة الطفل، ويجعله قادرا على التخيل، ونسج سيناريوهات بينه وبين نفسه ومع الأطفال الآخرين، ويحفز على عدم الأنانية والاعتراف بالخطأ"، موضحة أن مسرح الطفل يعتمد على الألوان الفسفورية والإبهار والبهرجة التي تجذب أنظار رواده.

اللغة العربية

من جانبه، شدد د. بارا على "أهمية اللغة العربية في حياتنا، وخاصة في أعمالنا الفنية المسرحية التي تؤكدها معظم لجان التحكيم في المهرجانات من خلال توصياتها، ويعود هذا الضعف إلى افتخار الكثير من أبناء العرب بتعليم أولادهم في المدارس الأجنبية، لدرجة أن هؤلاء الأولاد لا يتحدثون العربية وهذه مشكلة كبيرة".

وطالب الجميع بالاهتمام بلغة الضاد "التي يجب أن نفتخر بها، وهي مليئة بالكثير من المعاني والدلالات، ويحسدنا الأجانب عليها، في الوقت الذي لا نعرف نحن قيمتها، فهناك مؤامرة على اللغة العربية يجب الانتباه لها".