غريب علينا في زمن الثقافة وسرعة الميديا وبرامج التواصل أن نؤمن ببعض الأطباء وترويعهم للمريض، وفرضهم علاجات مبتكرة من إنسان خطّاءٍ، ولا نؤمن بكتاب الله العظيم ورحمته والتشافي به «وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ»، وبكلام رسول الله الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم.

غريب أن نكون من حفظة القرآن وممن يتردد على دور العلم، ثم نؤلف ما لا يحتمل التأليف في النصوص الواضحة عن التغذية النبوية الطبية والعلاجية الصحيحة، وارتباطها بكتاب الله تعالى، والأغرب أن نفتري على أهل الاختصاص والدراسات، ونعرّيهم من دينهم وعقيدتهم، ونضرب بالاتهامات الباطلة أبحاثا في السنن واضحة دون أدنى تقبل لآراء الآخرين، وذلك فقط لعدم معرفة البعض بكيمياء الجسم والطعام، ومعادلات التفاعل في الجهاز الهضمي، أو لكونها لا تتفق مع خلفياتهم الثقافية.

Ad

لذلك سيكون مقال اليوم فقط لتوضيح هذه الميكانيكية وعلاقتها بالنظر والشهوة!

إن عمل الجهاز الهضمي معقد جداً، ويبدأ من أول نظرة إلى الطعام، بعد أن يستجيب النظر إلى رائحته وألوانه وأنواعه، ثم يرسل الدماغ أوامر هرمونية ومواد محفزة لشهوة الطعام والبدء بالهضم، كما يحفز إنزيمات مساعدة في تفكيك وحرق الغذاء فيتحسن الهضم إجمالاً، وقد تؤدي إلى الأكل لدرجة النهم بلا اكتفاء، ومن أول نظرة، يبدأ المشوار مع أول مضغ اللقمة واستعدادها للبلع، فيتم إصدار أوامر دماغية للغدد الفموية والأمعاء والكبد والمرارة والبنكرياس، لإفراز اللازم من الهرمونات والأحماض والإنزيمات اللازمة لتفكيك الطعام، وتحويله إلى مواد غذائية مفيدة لكل أجزاء الجسم، وتتم تصفيتها وغربلة العصارة وتمريرها إلى الجسم عبر الدم، مع اختلاف الطاقات الحرارية والكيميائية المصروفة لإنتاج هذا الغذاء، وكمية الماء اللازم لإحالة هذه المضغة إلى غذاء ذي فائدة للأعضاء كلها! وقد تحتوي على مواد غير نافعة يتم التخلص منها عن طريق الكبد والكلى بعد معالجتها وتكريرها.

ثم يتم خروج الزائد من الماء والتوالف الغذائية خارج الجسم، حفاظاً على درجة حموضته غير المرضية، وهذه الحقائق العلمية لا علاقة لها بالطاقة والعلاج بالإيحاء!

وتعتبر الأغذية الملونة كالفواكه والخضار هي من الحوافز المشهية التي تساعد في تقبل المريض للطعام.

ولو كانت مضغة الطعام صحية صحيحة ذات شحنات متعادلة، وكان الدم ذا وسط قلوي، فستتحول الأعضاء إلى نسيج صحي متعاون مع أوامر الحركة والعمل اللازم خلال اليوم، بما فيها عضلة القلب! وقد قال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»!

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية