أطلقت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، أمس الأول، فعاليات مهرجان "ربيع الشعر العربي" بدورته الـ 12، الذي أقيم على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، بحضور جمع كبير من الأدباء والمثقفين.

في البداية، ألقى رئيس مؤسسة البابطين الثقافية، الشاعر عبدالعزيز البابطين، كلمة افتتح بها فعاليات المهرجان، رحب فيها بالحضور والمشاركين، لافتا إلى أن المهرجان يأتي بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للشعر.

Ad

وقال البابطين: "بالتزامن مع احتفالنا هذا في الكويت، تشاطرنا مدينة فيرونا الإيطالية، من خلال الأكاديمية العالمية للشعر، والتي أتشرف برئاستها الشرفية منذ عام 2011، إقامة احتفالية متنوعة وأمسيات شعرية لشعراء من مختلف دول العالم، وبلغات متعددة ينشدون للسلام".

وأضاف: "الشعر هو سبيلنا، كما هو سبيل من سبقونا، في التعبير عن عواطفنا الإنسانية ومشاعرنا الفياضة، وهو جوهر ثقافتنا، وسيظل اهتمامنا بالشعر والارتقاء به ضمن أهدافنا في مؤسسة البابطين، وسنظل حريصين على إقامة مهرجان الشعر وأمسياته وفعالياته المتنوعة، لتعزيز مكانة ديوان العرب بين الناس".

وتابع البابطين: "مع تطور أنشطة المؤسسة وتنوعها، والتوسع في مراكزها واهتماماتها، خصوصا العمل في نشر ثقافة السلام بالعالم، ما زال الشعر من أهم اهتماماتنا، لأننا نؤمن بأن الشعر هو أداة من أدوات ثقافة السلام وحوار الثقافات".

وأوضح أن المؤسسة أصدرت في هذا الشأن ملحمة العرب من أجل السلام، وهي قصيدة شعرية مطولة شارك فيها 113 شاعرا بـ4 آلاف بيت من بحر واحد وقافية واحدة وعدد صفحات يزيد على 400 صفحة، حيث طبعتها المؤسسة بطباعة فاخرة، وقامت بتقديمها للقارئ العربي عام 2017، وترجمت عام 2018 إلى اللغة الإنكليزية، وقدمت إلى جهات أجنبية عديدة، كالمراكز الثقافية والمؤسسات البحثية والسفارات الأجنبية في الكويت، للتأكيد على سعي العرب إلى السلام وحبهم له.

عقب ذلك، أقيمت الأمسية الشعرية الأولى، والتي أدارتها الكاتبة خولة سليقة، وضمت الشاعر عبدالعزيز البابطين، الذي ألقى قصيدة "الإبداع الخالد"، حيث يشير إلى أن العطاء الفكري والأدبي أطول عمرا من عمر الإنسان القصير:

خلد سجلك فالبقاء قليل

إن الزمان – بعمره - لطويل

واسكب عطاءك للجميع فإنه

يبقى العطاء وغيره سيزول

واعلم بأن الفرد ينقص قدره

إن عاش بين الناس وهو بخيل

سطر على صدر الزمان شمائلا

تروي العصور شمائلا وتقول

وطلب البابطين من الجمهور الاستماع إلى قصيدة "لقاء" من تلحين وغناء المطربة غادة شبير.

بعدها جاء الدور على ضيف المهرجان كريم العراقي، الذي أنشد قصائده بتألق ملحوظ، واتسمت بالمفردات القوية، التي تعبِّر عن الإنسان المحب للحياة، المدافع عن الجمال، في كل أحواله وصوره، فيما كان الأداء الصوتي "الإنشاد" مجالا آخر من مجالات الروعة التي تتميز بها لغة الشاعر، بمفرداتها السهلة، والتي تحمل الكثير من المعاني الشائقة، ليقول في قصيدة "أبي":

آه كم أشتاق أيامك أبي

رغم ما فيها من الهم وطول التعب

ذلك الرجل الرهيب العصبي العصبي

إنه أورثني الحزن ولكن...

مدني بالعزم والعزة والصبر الأبي

فحملت العبء طويلا ودمعي لعبي

وبكى حين رآني ناجحا

ورضا عينيه أطفأ تعبي

وتزدحم قصيدة من "أين يأتي العيد"، بالحزن الذي يظهره الشاعر في أسلوب إنساني ممزوج بالألم، ليقول:

من أين يأتي العيد والأفراح

وبلادنا أبناؤها أشباح

امتلأت بأنواع السلاح بيوتنا

والحقل لا قمح ولا فلاح

والأرض عطشى والفرات مكبل

ترجم عذاب النخل يا صداح

وعرفاناً بالأم في كل أشكالها، سواء أمنا الأرض، أو الأم التي أنجبتنا، أنشد الشاعر قصيدة "يا أمنا يا كرة الأرض":

يا أمنا يا كرة الأرض

من نحن يا أماه لولاك

كريمة في البر والبحر

نعيش من رزق عطاياك

واليوم عيد الأم يا أمي

ما أجحد الالبن وأوفاك

وفي قصيدة "شكرا"، توجه الشاعر بالعرفان والتقدير لكل من علمه شيئاً حميداً أفاده في ممارسته للحياة:

أقول شكرا للذي بنى أساس المدرسة

أقول شكرا للذي يزرع فيها نرجسة

أقول شكرا للذي علمني القراءة

أقول شكرا للذي علمني الكتابة

أقول شكرا للذي علمني الصلاة

وألقى العراقي مجموعة كبيرة من القصائد، منها أيضا "لا تشكو للناس"، التي كتبها من واقع مروره بتجربة السرطان، فكتب قصيدته كدعوة للصمود وتحدي المرض الخبيث، كما ألقى قصيدة "قصة حبيبين"، وقصيدة "يقولون أمي".

وعلى هامش الأمسية، قال العراقي: "لي الفخر بالمشاركة في مهرجان ربيع الشعر العربي الذي تقيمه مؤسسة البابطين الثقافية، وتلك الدعوة الأولى التي توجه لي من خلال المؤسسة. شكرا لهذا الحضور الكبير الرائع والجمهور الذواق، وهذه المؤسسة العريقة، التي تعد من المؤسسات الكبيرة التي ترعى الثقافة، وتحية لكل مؤسسة ثقافية تجمع الطاقات الأدبية والإبداعية والإنسانية".