قبيل مغادرته بيروت، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مقابلة تلفزيونية بثت أمس، أنه «يجب أن يعرف الجميع في لبنان أنهم غير مجبرين على الخضوع لحزب الله وأمينه العام حسن نصرالله وإيران»، معتبرا ان «لبنان مهدد لأن مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي وقائد قوة القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني وإيران يريدون الاستيلاء والسيطرة عليه والوصول إلى البحر المتوسط»، مضيفا: «أميركا مستعدة لتقديم المساعدة للبنان وأعتقد أن العالم أيضا مستعد لفعل ذلك».

ومع أن مواقف بومبيو وإدارته من «حزب الله» معروفة ولا تفاجئ أحداً، فإن ذلك لم يقلل وقع الطابع الشديد الحدة للهجوم العنيف الذي شنه بومبيو من بيروت، وتحديداً من وزارة الخارجية. وقالت مصادر متابعة إن «الاجتماع بين وزير الخارجية جبران باسيل وبومبيو تجاوز المهلة المحددة له، لأن البحث تناول بالعمق ثلاثة ملفات رئيسية هي: أولا: ترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل، فعرض بومبيو الترسيم الممرحل، ورد الوزير باسيل أن لبنان مهتم بترسيم الحدود برا وبحرا دفعة واحدة، ويرفض الترسيم الممرحل. وأبلغ باسيل الوزير بومبيو انه «يهم لبنان ترسيم الحدود بما يحفظ حقوقنا كاملة برا وبحرا، وإنني سأسعى الى صياغة موقف لبناني موحد من موضوع الترسيم».

Ad

وتابعت: ثانيا: العلاقة مع حزب الله، حيث اشار بومبيو الى ان الحزب يدفع لبنان الى اوضاع خطيرة. فرد باسيل بأنه «ليس اخطر علينا من زعزعة الوحدة الوطنية. نحن نتفهم رفضكم لدور حزب الله خارج الحدود، لكن لا نرضى بوصفه حزبا ارهابيا لأنه مكون اساسي من المجتمع اللبناني، له شرعيته الشعبية والنيابية وتمثيله الوزاري. ومهما اختلفنا حول هذا الموضوع نتمنى عليكم ان تأخذوا في الاعتبار ان الاستقرار في لبنان يبقى اهم من اي شيء آخر.

وتوافق الجانبان على الاستمرار في تعزيز تسليح الجيش ومساعدته».

وختمت: «ملف النازحين، للمرة الاولى، يسمع الوزير باسيل موقفا اميركيا لافتا على اثر مطالعة دفاعية متماسكة قدمها باسيل للوزير بومبيو حول ملف النازحين. ورد بومبيو بالقول: نحن نتفهم الموقف اللبناني، وسنسعى بقدر استطاعتنا لعودة النازحين، لأننا ندرك حجم الضغط الذي يشكله على لبنان.

ولم يتطرق البحث الى العودة الطوعية، بعد ان اطلع الوزير بومبيو على مطالعة باسيل حول الملف.

وسط هذه الاجواء، وعشية توجه رئيس الجمهورية الى موسكو، مساء يوم غد، يرافقه الوزير باسيل والنائب السابق امل ابو زيد، قالت مصادر متابعة إن «جدول اعمال القمة اللبنانية الروسية سيتطرق الى خمسة ملفات اساسية هي: مصير المبادرة الروسية للنازحين والسبل الانجع لإعادتهم في اسرع وقت، وفتح الأسواق الروسية امام الانتاج اللبناني مع اعطاء حوافز جمركية، وتشجيع السياحة بين البلدين، وحوار الحضارات والاديان في ضوء رعاية روسيا لمسيحيي الشرق، وتفعيل التعاون لمكافحة الإرهاب».