وجّه الشعبويون المناهضون للاتحاد الأوروبي ضربة كبيرة لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته، بعد أن أصبحوا أكبر حزب في مجلس الشيوخ بتحقيقهم نتيجة مساوية له أمس، إثر انتخابات جرت غداة الهجوم الدموي على ترامواي في أوتريخت.

وحل حزب «منتدى الديمقراطية» الشعبوي، بقيادة تييري بوديه، المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، ثانيا في انتخابات مجلس الشيوخ، التي تجرى على مستوى المقاطعات، بعد حزب روته، بعد فرز 93 في المئة من الأصوات.

Ad

ويعتبر الاقتراع مؤشرا على انتخابات البرلمان الأوروبي، التي ستجرى في مايو، والتي يتوقع أن تحقق فيها الأحزاب الشعبوية مكاسب كبيرة على مستوى التكتل.

ويتهم بوديه (36 عاما) روته بـ»التعالي والغباء» وبتجاهل الناخبين. ويعتبر بوديه نفسه مفكرا، ولديه تاريخ من التصريحات المثيرة للجدل بحق النساء والمهاجرين، كما يؤيد تعزيز العلاقات مع روسيا. وقال أمام حشد جاء للاحتفال بالفوز الانتخابي مساء أمس الأول، «نقف هنا فوق ركام ما كان يوما ما أجمل حضارة» في العالم.

وذكرت وكالة الأنباء الهولندية أن الحزب، الذي أطلق قبل عامين فقط، بات اليوم أكبر حزب في مجلس الشيوخ مع حزب روته، بواقع 12 مقعدا لكل منهما.

وتعقيبا على المفاجأة الانتخابية، كتبت صحيفة «الغيمين داغبلاد»: «بوديه يحقق نصرا مهولا»، بينما كتبت التليغراف «انهيار»، متحدثة عن هزيمة روته.

ويتولى روته السلطة منذ 8 سنوات، ولعب دورا رئيسيا في مفاوضات بريكست، وسيتعين عليه الآن أن يعتمد على أحزاب أخرى لتمرير مشاريع القوانين بعد هذه الانتكاسة.

وأشار إلى إطلاق النار في ترامواي في أوتريخت، في اعتداء أسفر عن سقوط 3 قتلى و7 جرحى، جروح ثلاثة منهم خطيرة. وأوقفت الشرطة الهولندية التركي الأصل غوكمن تانيش (37 عاما) منفذ الاعتداء وأعلنت النيابة العامة أمس أنها ستوجه إليه تهمة القتل بدافع الإرهاب.

وواجه بوديه انتقادات بعد امتناعه عن وقف حملته الانتخابية بعد الاعتداء، لكنه اتهم حكومة روته بتبني سياسات هجرة «ساذجة». وقال بوديه أمام الحشد: «حكومات روته المتعاقبة شرّعت حدودنا، وأدخلت مئات آلاف ممن يحملون ثقافات مختلفة تماما عن ثقافتنا».

ودعا بوديه في السابق إلى خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، لكن عاد عن الفكرة وسط تصاعد الفوضى المحيطة ببريكست.

والأكاديمي السابق ذو الوجه التلفزيوني معروف بتصريحاته المثيرة للجدل، مثل قوله إن «النساء بشكل عام لا يبرعن في الوظائف مثل الرجال وليس لديهن الطموح نفسه».

ويرجح أن يتراجع عدد مقاعد ائتلاف روته، الذي يقوده حزبه اليميني الوسطي «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)، من 38 إلى 31 مقعدا في مجلس الشيوخ، المكون من 75 مقعدا، والذي يصادق على التشريعات التي يوافق عليها مجلس البرلمان.

وسيتحدد الشكل النهائي لمجلس الشيوخ في مايو، بعد أن ينتخب المقترعون نحو 570 نائبا في مقاطعات البلاد الـ12، وهم من سيقررون في 27 مايو من سيتم تعيينهم في مجلس الشيوخ المؤلف من 75 عضوا.

ويبدو أن حزب بوديه حصل على أصوات من حزب الحرية المعادي للإسلام، الذي يقوده غيرت وايلدرز، والذي تقلصت مقاعده من 9 إلى 5، وسط إشارات إلى أن خطابه الشرس أبعد ناخبين عنه.

ولهولندا تاريخ حافل مع القادة الشعبويين يرجع إلى بيم فورتيون السياسي المثلي المعادي للمهاجرين الذي اغتيل في عام 2002 على يد ناشط يدعو للرأفة بالحيوان.