كيف يطمئن شعب واع إلى وضع مقدراته الاقتصادية مثلاً بين يدي مجلس لا يضم سوى أفراد قلائل يحملون شهادة جامعية بالاقتصاد السياسي؟!

إن الأمر كذلك في سائر القضايا التي يدعى المجلس إلى دراستها وأخذ قرارات بشأنها، والأكثرية المؤلّفة من الجهلة هي التي ترجّح الكفة، مع العلم بأن هذه الأكثرية تظل هي ذاتها ما دام المجلس قائماً، في حين تشمل القضايا المعروضة شتى الحقول والميادين، أليس من سخرية القدر أن يفصل الجهلة في القضايا السياسية الخطيرة مثلاً لتضيع آراء الصفوة في زحمة الثرثرة والصراخ؟!

Ad

أليس من العار أن تترك مقدرات أمة تحت رحمة مواطنين يتصرفون بهذه المقدرات بخفّة ومجون، كما لو كانوا يلعبون الورق؟!

إن نظامنا البرلماني بحالته الراهنة لا يهمّه قيام مجلس تحتشد فيه الكفاءات بقدر ما يهمّه حشد قطيع من الأصفار يسهل توجيهه، بحيث يظل الممسك بالخيط وراء الستار، بعيداً عن كل مسؤولية.

مرة أخرى تقفز لذاكرتي هذه الفقرة من كتاب "كفاحي"، التي يقصد بها المرحوم هتلر البرلمان الألماني في ألمانيا بكل عظمتها وإنجازاتها وتقدّمها وعلمائها واختراعاتها وفلاسفتها قبل توليه السلطة، فكلما سمعت اقتراحات النواب في الكويت بتوزيع الأموال والكوادر والبدلات هنا وهناك، أو رأيت نقاشاتهم حول بعض القضايا والمشاريع المهمة، وليس آخرها مشروع مدينة الحرير طبعاً، أتساءل: لو يصيدكم شيسوي فيكم؟!