افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، بحضور جمع من الفنانين، معرض الفنان التشكيلي المغربي أحمد جاريد في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم، ويستمر أسبوعاً، ويتضمن مجموعة من الأعمال التشكيلية التي تعبر عن فكر الفنان في الحياة والناس.

وعقب جولته في المعرض، قال د. الدويش، إن «معرض جاريد من أهم المعارض التشكيلية ويشتمل على 30 لوحة منها أعمال بوترية وأعمال أخرى عبرت عن الآلام الإنسانية، مستخدماً تقنية الفحم، وتأخذ أعماله أبعاداً فلسفية في طرح بعض القضايا التي تهم البشرية».

Ad

وأكد د. الدويش أن المجلس الوطني ضمن برنامجه الثقافي السنوي يحرص على تنوع المحطات الثقافية لجمهور الكويتي.

من جانبه، قال الفنان جاريد: «المعرض يدور حول ثيمة الإقصاء والتهميش، والقيم الإنسانية، لذلك تتماشى مع هذا الموضوع تقنية الفحم، لأنها تتجنب فكرة الألوان والبهرجة اللونية».

وأضاف أن المعرض يمثل فرصة له للقاء الجمهور الكويتي وزملائه الفنانين الكويتيين، مشيداً بالأنشطة الثقافية والفنية التي تقيم الكويت باستمرار، «فهي تساهم في الانفتاح على تجارب فنية أخرى، ولا شك أن تلك الفعاليات تعطي قيمة مضافة للساحة الفنية فهي تنشط، وتعطي بدورها وضعاً ديناميكا للحركة التشكيلية في الكويت».

وأشار جاريد إلى أن المعرض يعالج مسألة الهجرة والآثار المترتبة عليها، وأيضاً الأوضاع الاجتماعية المتصلة بالفقر، والإقصاء الاجتماعي، وتلك القضايا لا بد للفن ألا يتجاهلها، بل أن يكون الفنان حاملاً لتلك القضايا».

والمعرض في صورته العامة احتوى على أعمال تشكيلية، تحكي أكثر مما ترسم، وتخوض مغامرات بصرية متعددة الاتجاهات، يرى فيها الفنان أفكاره وهي تحلق في فضاءات بعيدة، من أجل اقتناص «اللحظة الصوفية» التي يمكن على إثرها تفسير الواقع، وفك طلاسم الأسرار، والخوض في غمار تجارب إنسانية مفعمة بالجمال والتألق. ويترصد جاريد في لوحاته التشكيلية مواضيع رمزية، تتداخل فيما بينها وفق تصورات تحفز الذهن على التفكير، وتدفع المشاعر كي تتحرك في مسارات إنسانية متعددة الجوانب والاتجاهات.

واستطاع جاريد في معرضه أن يكون فيلسوفاً متصوفاً يطوف برؤاه في خيالات كثيرة ومتشعبة، وأن يمنح الحياة لحظات مختلفة كي تتواصل فيها الشفافية، من خلال عذوبة الألوان وتدفقها، والتنقلات المدروسة من فكرة إلى أخرى، في أنساق تشكيلية شائقة.

والفنان أحمد جاريد غني عن التعريف، فهو أكاديمي ومؤلف وفنان من طراز رفيع وله مساهمات كثيرة في مجال الثقافة، وهو أحد مؤسسي المعرض الوطني منذ عام 2004، ويطلق عليه اسم الفنان المثقف نظراً إلى إجادته فنون التأليف والرسم التأثيري.

وينخرط جاريد في عدد من الأنشطة لأجل التبرع والمساندة لقضايا التهميش والفقر وحقوق الإنسان. وتوجد أعمال جاريد ضمن مجموعات فنية لمؤسسات بنكية ومتاحف وجهات رسمية أهمها المجموعة الملكية، مجموعه الأميرة وجدان الهاشمي، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، متحف عمان بالأردن، بنك القاهرة عمان، صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة.