يحاول صناع الأعمال الفنية احتواء المشكلات مع جهاز الرقابة ودياً؛ تجنباً للتصعيد، وهو ما لا ينجح في كثير من الأحيان، مما يضطر صناع بعض الأعمال إلى تسريب أخبار التعنت الرقابي للصحافة لتشكيل جبهة ضغط على الرقابة التي بات رئيسها يرفض الإدلاء بأي تصريحات أخيراً حول الأعمال المتعطلة رقابياً دون إبداء أسباب واضحة.

آخر مواقف تعنت الرقابة كان في منح التصاريح الخاصة بعرض فيلم «ليلة رأس السنة»، وهو الفيلم الذي حصل صناعه منذ العام الماضي على إجازة بالتصوير حيث صور العمل بالكامل داخل مصر وتحديداً في مدينة الغردقة، بينما ماطلت الرقابة في إجازته للعرض التجاري، رغم تسلم صناعه نسخة العمل قبل عدة أسابيع أملاً في العرض خلال الشهر الجاري.

Ad

ولم تشاهد الرقابة النسخة الأخيرة من الفيلم حتى تمنحه الموافقة من عدمها، وهو ما دفع صناع العمل لتسريب الخبر للصحافة، ليخرج عبدالجليل نافياً منع الفيلم رقابياً ومؤكداً أنه سيحصل على الموافقة خلال أيام، وهو ما استغله صناع الفيلم لإطلاق الحملة الدعائية الخاصة به، لاسيما أن القانون يحذر إطلاق حملة دعائية لفيلم تجارياً دون الحصول على إجازة من الرقابة بالعرض.

واضطر صناع الفيلم أمام تأخر الرقابة إلى تأجيل العرض حتى إشعار آخر، وخاصة أن رئيس الرقابة لم يبرر التأخر بالموافقة على إجازة الفيلم للعرض الجماهيري، مع الأخذ في الاعتبار أن الفيلم يناقش أحداثاً في ليلة رأس السنة عام 2009.

نفس الموقف كاد يتعرض له فيلم «الضيف» لهادي الباجوري، الذي حصل على إجازة الرقابة بالعرض قبل أقل من يومين على موعد طرح الفيلم تجارياً بالصالات السينمائية، علماً بأن صناع الفيلم قدموا طلب الحصول على التصريح من الرقابة قبل طرحه بنحو شهر تقريباً لتجنب تأخر انطلاق الدعاية.

مشاكل الرقابة مع صناع الأعمال الدرامية لم تعد مقتصرة على تصاريح العرض فقط، لكنها امتدت لتصل إلى الأعمال التي سيتم تصويرها، فتأخرت الرقابة في منح الموافقة الرقابية لتصوير فيلم «كل سنة وانت طيب»، الذي يقوم ببطولته تامر حسني وهو ما اضطر صناع الفيلم لتصوير مشاهد لبنان أولا، أملاً في انتهاء تصاريح الرقابة، لكن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن، مما دفع صناع العمل إلى إيقاف التصوير.

وحاول السيناريست محمد عبدالمعطي مؤلف الفيلم التواصل أكثر من مرة مع رئيس الرقابة، لكن محاولاته باءت بالفشل، وسط تأكيدات بأن العمل لا توجد عليه ملاحظات فنية، لكن في الوقت نفسه لم يخرج تصريح رسمي بالموافقة، الأمر الذي منع فريق العمل من التصوير بشكل كامل، حيث يمكن أن يتعرضوا لملاحقة من الشرطة بسبب التصوير من دون تصريح.

نفس الأمر تكرر مع الفنانة غادة عبدالرازق ومسلسلها «حكاية مرة»، الذي كان يفترض أن تخوض به السباق الرمضاني المقبل، حيث قام فريق العمل بتصوير عدة أيام في عدد من المناطق دون تصاريح بسبب تأخر موافقة الرقابة على إجازة سيناريو العمل.