أنا في جنوب مصر، وتحديداً بمحافظة أسوان، بدأ العمل على قدم وساق لتطوير منطقة معبد فيلة الأثرية الواقعة في جزيرة تُسمى "أجيليكا"، وفيلة هي كلمة يونانية تعني "حبيبة"، ويرتبط المعبد والمنطقة الأثرية بعدد من قصص العشق الأسطورية.

وقال رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، وعدالله أبوالعلا، إن أعمال التطوير شملت إزالة الحشائش والمخلّفات ورفع كفاءة مرسى المعبد المطل على نهر النيل، مع تحسين المدخل، لافتا إلى وضع لافتات إرشادية للزائرين وتوزيعها في مناطق متفرقة في الجزيرة، وتخصيص خريطة للموقع، وإصلاح دورات المياه، وتوفير أكشاك حراسة، ونظام تأمين متصل بغرفة القيادة.

Ad

بينما قال المدير العام لآثار أسوان والنوبة، عبدالمنعم سعيد، إن الوزارة قامت بأعمال ترميم وتنظيف جدران المعبد وأعمدته، إلى جانب تثبيت الألوان بهدف إظهار الرسومات التي يتفرد بها الموقع.

تفكيك ونقل

يقع معبد فيلة في جزيرة أجيليكا التابعة لإدارة مدينة أسوان، ويعد من أشهر وجهات السياحة في مصر، بينما تقع الجزيرة التي تحتضن المعبد في خزان سد أسوان المنخفض وأسفل بحيرة ناصر، وكان قديماً يقع قرب شلال النيل الأول، ولأن المياه غمرت موقع المعبد نتيجة بناء السد العالي، فقد تم تفكيك مجمع المعابد ونقله إلى جزيرة أجيلكيا (على بعد 500 متر من موقعه الأصلي)، كجزء من مشروع إنقاذ آثار النوبة الغارقة نفذته منظمة يونسكو.

وكان مشروع الإنقاذ التابع لليونسكو من أضخم المشروعات وأكثرها تعقيدا، واستغرق نحو 9 سنوات، ليعاد افتتاح المعبد عام 1980.

أساطير الحب

بين جدران معبد فيلة، نشأت وعاشت أشهر أساطير الحب والوفاء، ومن أشهر قصص الحب التي اشتهر بها المعبد منذ العصور القديمة قصة حب الإلهة إيزيس والإله أزوريس، التي كانت تعتقد أن جزءا من جسد زوجها الذي قُتل على يد شقيقه بمقربة من الجزيرة، لذا أقامت مقبرة له تقديرا لروحه.

ومن الأساطير الشهيرة التي عرفت بها الجزيرة في عصور الدولة الوسطى، قصة "أنس الوجود"، وهو أحد الأسماء التي عُرفت بها الجزيرة أيضاً، فكان أحد الأمراء، ويُدعى "أنس الوجود"، مولعا بحبيبته التي كانت سجينة داخل هذه الجزيرة، ولأجلها ذهب الأمير لإنقاذها على ظهر تمساح في نهر النيل، وتمكّن من فك أسرها.

وتضم الجزيرة مجموعة من المعابد أبرزها لـ "حتحور" و"أمنحتب"، وخُصصت تاريخياً لعبادة الإلهة "إيزيس"، وبناها الملك "نختنبو" في النصف الأول من القرن الرابع قبل الميلاد، ويوجد في جنوب شرق معبد "حتحور" كشك "تراجان"، وهو عبارة عن صالة مستطيلة بها 14 عموداً حجرياً.

ويعود المعبد إلى الملك "تراجان"، كما أنه يحتوي على مشهدين أحدهما يظهر الملك وهو يقدم إناءين من الخمر إلى الإلهة "إيزيس" والإله "حورس"، ويمنح البخور والماء المقدس إلى الإله "أوزير".

6 مقابر... أحدث الاكتشافات الأثرية في أسوان

تضم مصر ثلث الآثار الموجودة في العالم، وتستأثر مدينة أسوان بالكم الأكبر من هذه الآثار، ولا تزال البعثات الأثرية المختلفة تكتشف بين حين وآخر العديد من المقابر والقطع الأثرية، وفي يناير الماضي، أعلنت وزارة الآثار نجاح البعثة الأثرية الإنكليزية التابعة لجامعة برمنغهام والعاملة في مشروع "قبة الهوا" في أسوان، في الكشف عن 6 مقابر أثرية ترجع إلى عصر الدولة القديمة.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن المقابر المكتشفة تختلف في أحجامها، واثنان منها بمدخل محفور في الصخر، وواحدة لها مدخل سليم ومكتمل تمام ومغلق بالأحجار، ومدخل لغرفة الدفن الخاصة بها مغلق بعناية بجدار من الطوب اللبن، ورغم ذلك تعرضت للنهب في العصور القديمة من خلال اللصوص الذين حطموا جدارها الخلفي.

وتم العثور أيضاً داخل إحدى المقابر المكتشفة على أجزاء من قناع جنائزي، وتميمة معدنية صغيرة تظهر الإله خنوم وكمية كبيرة من الفخار التي لا يزال بعضه محتفظا بمحتوياته القديمة التي تعود للعصر المتأخر.