ضمن أنشطة ديوانية فرقة المسرح العربي، أقيمت أمس الأول، في مقرها بخيطان، أمسية الحب والوفاء للرواد، التي خصصت للفنان القدير محمد جابر (العيدروسي)، وحضرها رئيس مجلس إدارة الفرقة المخرج أحمد الشطي، ونائب الرئيس المخرج صالح القيلاني، والفنان الكبيـــــر سليمان الياسين، ود.شايع الشايع، والشاعر بندر المطيري، والفنان حسن القلاف، والمخرج محمد سليمان، ومجموعة من الفنانين الشباب والإعلاميين.

بداية، أشاد عريف الأمسية المخرج والمحامي حسن المتروك بتاريخ المحتفى به العريق في مجال الفن، وأعماله المؤثرة التي تركت بصمة على صفحات الفن الخليجي.

Ad

ثم ترك الحديث للفنان محمد جابر الذي تحدث عن أيام دراسته قائلاً: «درست عند الملا الخنيني، ثم التحقت بالمعهد الديني وكانوا يعطوننا مكافأة شهرية 30 روبية، وعندما توقفت المكافأة دخلت مدرسة المثنى، وكان معلمي عقاب الخطيب ومحمد النشمي فقالا لي: نحن إخوة في اللون ويظهر عليك الذكاء نريدك أن تعمل معنا في مسرحية مدرسية، فوافقت وعملت معهم في المسرحية، وبدأت أحب الفن حبا شديدا، بعد ذلك تخرجت في مدرسة المثنى، وانتقلت إلى المدرسة القبلية لمدة 4 سنوات أخرى».

اختبارات القبول

وأضاف جابر: «تركت الدراسة وتوجهت للعمل الحكومي، فالتحقت بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكان مديري في العمل الفنان الكبير المؤسس محمد النشمي، وفي أحد الأيام طلب مني المشاركة في اختبارات القبول لفرقة المسرح العربي التي يعمل طليمات على تأسيسها، وهي برعاية الشؤون الاجتماعية».

وتابع: «كان علي أن أحفظ قصيدة أو مشهدا تمثيليا قصيرا، فذهبت يوم 10 أكتوبر 1961، وكانت جملة حواري (عزيز على نفسي أن أطيح الأعناق بهذا السيف بعدل، فعلت هذا أيها الأمير، نعم فعلت ولكني قسوت)، فنجحت، وشاركت في أول مسرحية للفرقة بعنوان (صقر قريش)».

وحول المسرح العربي بعد مرحلة طليمات، قال: «هي أول فرقة أهلية تحت بند جمعية نفع عام تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لها موازنة تبلغ 3 آلاف دينار، وقدمنا أول مسرحية بعنوان (عشت وشفت) تأليف الفنان سعد الفرج، وإخراج الراحل حسين الصالح الدوسري، لكنني لم أمثل فيها، وشاركت في العمل الثاني (اغنم زمانك)، تأليف عبدالحسين عبدالرضا».

شخصية «العيدروسي»

وعن تفاصيل ابتكار شخصية «العيدروسي» ذكر جابر: «طلب مني المخرج حسين الصالح الدوسري أن أقدم شخصية مختلفة في (اغنم زمانك)، ولأنني أعشق المطرب الراحل عبداللطيف الكويتي، وأحب أسلوبه في الغناء والحديث، اقتبست منه طريقته في الكلام الحاد، وطبقة صوته، وقدمت تلك الطبقة من خلال شخصية (الملا)، أمام المخرج، الذي أعجب بها كثيرا».

وأردف: «طلب مني المخرج أن نطلق اسما على الشخصية، فقلت له (العيدروسي)، وسألني ماذا يعني اسم العيدروسي، حينها تذكرت حكاية قديمة، ورويتها له، فقد كانت والدتي -رحمها الله- تذهب الى حفل المالد وجلسات الزار، وكنت طفلا صغيرا أذهب معها، وأسمعهم يؤدون أغنية من الفن القادري تقول: (شي لله يا العيدروسي/ شي لله محيي النفوسي)، فعرفت من خلال تلك الشخصية».

واستدرك: «أصبح المخرجون يطلبون هذه الشخصية في أعمالهم المسرحية والتلفزيونية، وقدمتها منذ عام 1965، وتوقفت عنها في 1984 بسبب الصحافة الفنية التي قالت إنني وضعت نفسي في إطار لا يمكنني الخروج منه، وأثبت لهم أن الفنان قادر على تأدية كل الأدوار ونجحت».

«بغيتها طرب صارت نشب»

وعن أول عمل تلفزيوني له أفاد جابر: «قدمت مع محمد النشمي عند افتتاح تلفزيون الكويت سهرة عنوانها (بغيتها طرب صارت نشب)، ومدتها ساعة، وعرضت عام 1962، من إخراج محمد السنعوسي وتقديم رضا الفيلي». واستطرد: «يطلقون علينا الرعيل الأول، وهذا ليس صحيحا، فالرعيل الأول هم عقاب الخطيب ومحمد المنيع وصالح العجيرى وعبدالله المنيس ومحمد النشمي وعبدالرزاق النفيسي، وهو ابن عم خالد النفيسي، وأول من قدم دور المرأة على المسرح الكويتي، وهذا لا يعرفه الكثيرون، لكن عائلته منعته من تقديم هذا الدور فتلقفه الفنان عبدالعزيز النمش وقدمه لسنوات طويلة».

وعن الفن بين أمس واليوم، أضاف: «الفن حاليا تراجع إلى الوراء، ولا وجه للمقارنة بما كنا عليه أمس، فقد كنا كتلة واحدة نعيش مع بعضنا أكثر مما نعيش مع أهلنا، والمشكلة حاليا أن النفوس تغيرت والمادة سيطرت، فلم نكن نسعى قديما خلف المادة، ومن يظن أنني غني فهو واهم، لأن كل ما أكسبه أصرفه على أسرتي وفني».

وفي ختام الأمسية، قدم أحمد الشطي درعا تذكارية وشهادة تقدير إلى محمد جابر، ثم جالا في معرض الصور الفوتوغرافية للأعمال المسرحية القديمة وصور الرواد بمقر الفرقة.