ظهرت صيحات البروبايوتك بأنواعها الغذائية والمكملات الصيدلانية، وانتشرت على أرفف الأسواق التجارية على حساب صحة المستهلك، علماً أنها متوافرة في الأغذية اليومية بشكل متكامل وطبيعي صحياً، لكن لا يمنع أن نتعرف على الصحي منها، حتى نميزه عن التجاري، ويمكن استعماله لجميع أفراد العائلة بشكل صحي، حتى نتفادى مضاعفاته الصحية!

تعتبر البروبايوتك من الكائنات الدقيقة جداً التي لها فوائد صحية عند الاستهلاك، وذلك عن طريق زيادة نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي بدورها تساعد أو تقوي الجهاز المناعي، وقد تكون هذه الكائنات بكتيرية أو فطرية وتعرف "بالخمائر" الفعالة، والضرورية للجهاز الهضمي والدماغ، وقد تقلل الاكتئاب وتقوي القلب وتحافظ على نضارة البشرة. ويبقى السؤال في أذهان خبراء التغذية، وهو أنه مادام الناس في حالة طيبة مع أغذيتهم الصحية وباستقرار منذ آلاف السنين، ومتواطنين مع البكتيريا النافعة في الأمعاء منذ الخليقة، فما الذي حصل حديثاً حتى تنتشر مجموعة بكتيريا اللكتيوباسيلوس، وضرورة استعمالها، وهي من أشهر الأنواع الموجودة في الأسواق لتحسين التغذية عند الكبار والصغار؟

Ad

ربما كانت الإجابة الأكثر إقناعاً هي انتشار نوعية الأغذية المسبقة الصنع والمكررة، كالدقيق والزيوت المهدرجة الخطيرة، مما أدى إلى أمراض الجهاز الهضمي وتسريب الأمعاء والقولون العصبي واستخدام المضادات الحيوية، وقلة الألياف الغذائية، أو ربما بسبب استعمال الثلاجات، التي قد تقتل الكثير من البكتيريا النافعة، والخمائر الغذائية أثناء تخزينها، ولمدة طويلة حسب بلد المنشأ والتجارة! مما أساء إلى صحة المواد الغذائية، التي أساءت بدورها إلى الوسط المعوي الصحي وما فيه من بكتيريا نافعة للحفاظ على عملية هضم الغذاء بشكل جيد، وتساعد في إنتاج فيتامين (ب) اللازم للجهاز المناعي والعصبي.

كما أن البروبايوتك الطبيعية تمنع التهابات الأمعاء والمسالك البولية وما يصحبها من آلام واضطرابات هضمية، كما تمنع تسوس الأسنان، وأمراض الحساسية والربو! وأشهرها اللبن الرائب (الزبادي) أو المخللات (ماء وملح فقط) لأوراق الكرنب أو القرنبيط، في حين ظهر مؤخراً الكفير (حليب مخمر أو القريش) لرفع مستوى البكتيريا النافعة في منتجات الحليب.

وتعطي بكتيريا المخللات نسبة جيدة من فيتامين (ب) و(ج)، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة واللوتين والكسانثين اللازمين لصحة العين، كما يجب التأكد من عدم وجود أي نوع من الحساسية عند البدء باستعمال البروبايوتك، خاصة عند الأشخاص الذين يشتكون من أمراض المناعة والحساسية، والتهاب في البنكرياس، وقد تسبب أحياناً إمساكا وانتفاخا وصداعا، وتختفي الأعراض بالتوقف عن استعمال المنتج.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية