أدى الفريق كامل الوزير، الرئيس السابق للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، إيذاناً بتوليه حقيبة النقل، بعد أن وافق البرلمان على تعيينه خلفاً لهشام عرفات الذي قدم استقالته إثر حادث محطة مصر الذي أسفر عن مقتل 23 شخصاً في 27 فبراير الماضي.

وفور حلف اليمين اجتمع السيسي بالوزير ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي في قصر الرئاسة بمصر الجديدة، حيث وجه السيسي إلى بذل أقصى الجهد لتطوير منظومة السكك الحديدية بصورة شاملة، نظرا لأهمية هذا القطاع الحيوي الذي يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين.

Ad

وشدد السيسي على ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة والإجراءات المطلوبة لتعزيز وتطوير معايير الأمان والسلامة، والاعتماد على الأنظمة الإلكترونية الحديثة، فضلا عن مواصلة تطوير الشبكة القومية للطرق على مستوى الجمهورية.

ويعد الوزير أحد أهم رجال السيسي، إذ أوكل إليه الأخير مسؤولية إدارة المشروعات القومية منذ توليه رئاسة البلاد في 2014، فتولى الوزير ملفات حفر توسعة قناة السويس والتي انتهى منها في عام واحد، ومشروع العاصمة الإدارية، وترميم الكنائس التي أحرقها أنصار جماعة الإخوان الإرهابية في 2013، فضلاً عن إنشاء مساحات واسعة من الطرق السريعة في القاهرة والمحافظات وربما يكون نجاحه في الملف الأخير تحديداً أحد أبرز مؤهلاته لتولي حقيبة النقل التي كان يتولاها عادة أحد خريجي كليات الهندسة المدنية.

ولن تكون مهمة الوزير سهلة، إذ إنه بات مكلفاً من الرئيس السيسي رسمياً بملف تطوير السكك الحديدية المصرية التي تعد واحدة من أقدم شبكات السكك الحديدية في العالم (الثانية بعد بريطانيا) والتي يتجاوز عمرها 150 عاما، وتعاني انهياراً واضحاً بسبب تهالك معظم القطارات والاعتماد المبالغ فيه على العنصر البشري مع غياب شبه كامل للتكنولوجيا، مما يعني أن المرفق الحيوي الذي يستخدمه نحو 1.5 مليون مصري يوميا يحتاج إلى ثورة شاملة، وهو اختبار حاسم أمام الوزير.

ويبدو أن الرئيس السيسي ألقى بثقل الدولة المصرية خلف الوزير، فوعد خلال كلمته بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد الأحد، بتقديم الدعم للوزير الجديد، قائلا له: «لك كل الدعم، لو عايز ضباط من سلاح المهندسين، ومن سلاح المركبات، ومن سلاح المدرعات لصالح الورش (المعنية بصيانة القطارات) أنا ماعنديش مشكلة... ومافتكرش الفريق محمد (وزير الدفاع محمد زكي) هيبخل عليك».

مراجعة اللائحة

إلى ذلك، عقد قسم التشريع بمجلس الدولة جلسته صباح أمس، لإنهاء مراجعة اللائحة الخاصة بشؤون العاملين بهيئة سكك حديد مصر، وذلك بعدما تسلمها القسم السبت الماضي، وانتهى من مراجعتها وأرسلها إلى حكومة مصطفى مدبولي، تمهيداً لاعتمادها.

العملية الشاملة

وبينما قدمت حكومة مصطفى مدبولي تقريرها نصف السنوي عن أدائها في مختلف المجالات إلى البرلمان المصري، أعلنت القوات المسلحة المصرية أمس، نجاحها في تصفية 46 إرهابيا، والقبض على 100 آخرين، فضلا عن مقتل ثلاثة مجندين، في إطار فعاليات العملية الشاملة «سيناء 2018»، التي دخلت عامها الثاني الشهر الماضي.

في سياق قريب، وجه السيسي التحية لشهداء الوطن عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» أمس، وكتب: «تحية منا لكل شهيد ضحى بروحه، فأحيا الوطن، وظل حياً في قلوب جميع المصريين».

في غضون ذلك، استضافت وزارة الخارجية المصرية أمس، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين من الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن. وتختتم أعمال الاجتماع اليوم، ويتناول أطر وأولويات التشاور السياسي والتعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية، بين دول مصر والسعودية والأردن والسودان وجيبوتي والصومال واليمن، وبحث المبادرات المطروحة على الساحة الدولية بشأن الوضع في البحر الأحمر، وأثرها على مصالح الدول المشاطئة.